كاتب: طوفان الأقصى أنقذ القضية الفلسطينية بعد تحول السلطة والمنظمة لأداة بيد الاحتلال

كاتب: طوفان الأقصى أنقذ القضية الفلسطينية بعد تحول السلطة والمنظمة لأداة بيد الاحتلال

الضفة الغربية- الشاهد| أكد الكاتب والمحلل السياسي اياد عبد العال، أن طوفان الأقصى أنقذ القضية الفلسطينية من الضياع في ظل تحول منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية إلى أداة بيد الاحتلال.

وقال إنهولا بد للمراقب والمنخرط في العمل الوطني أن يدرك أن القضية الفلسطينية كانت قاب قوسين أو أدنى من السقوط والاندثار، وأنها كانت على وشك الانزلاق إلى سنوات وسنوات من الضياع والفوضى.

وأشار إلى أن القضية كانت تسير نحو المزيد من المآسي والمشاكل الاجتماعية، وفقدان الأجيال القادمة لأدنى مستويات الانتماء الوطني والثقافة الوطنية. وكادت الشعوب العربية أن تسلم بواقع القبول بوجود الكيان كحالة شبه طبيعية ترقى إلى حد الاندماج.

وأشار إلى أنه من وسط كل هذا البؤس في الحالة الفلسطينية والعربية، خرج جيل من المقاومين، عمل سنوات وسنوات بصمت وهدوء، وبرؤية ثاقبة تجمع بين الانتماء الوطني والروحي، وبقيادة وتوجيه قائد فذ قل نظيره.

وأكد عبد العال أن هذا الجيل استطاع بناء مجموعة من المقاومين الأشاوس الذين غيروا مجرى التاريخ وقلبوا المعادلة، ووضعوا أقدامهم على الأرض المقدسة التي أزهرت بدماء الشهداء منذ أكثر من مائة عام، وأعادوا الاعتبار لهذه القضية التي تآمر عليها القاصي والداني، القريب والبعيد.

واعتبر أن السابع من أكتوبر جاء ليكون بمثابة الثورة المدويّة على الاحتلال، الذي أسقط كل إمكانية لحلول كانت بالأساس عقيمة رضي بها البعض الفلسطيني.

كما رأى أن الطوفان كان ثورةً على الواقع العربي والإسلامي الغارق في وهم التطبيع والرخاء وضياع الانتماء. رغم التضحيات الجسام والدمار غير المعهود.

وذكر أن ما حدث أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للإنسانية جمعاء، وكشفت زيف القوانين والأعراف الدولية غير العادلة.

وأشار إلى الأهم من ذلك، أنه أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الشعب الفلسطيني يقف مع حقه في التحرير والعودة من خلال المقاومة بكل أشكالها، ويرفض كل مشاريع التسوية المهينة والإذلال والتبعية للاحتلال والنظام الرسمي العربي والدولي.

ولفت إلى أن البعض حول المشروع الوطني الفلسطيني إلى شركة مساهمة ينخرها الفساد والمحسوبية، وأفرغ منظمة التحرير الفلسطينية من محتواها، وجعل السلطة أداة بيد المحتل.

وقال إن إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب أولاً تشكيل قيادة وطنية موحدة، تمثل إرادة الشعب الفلسطيني وتتوحد حول برنامج وطني يستند إلى أهداف التحرير والعودة. وذكر أن هذه القيادة يجب أن تتجاوز الأطر التقليدية التي خذلت القضية، وتكون منبثقة من القواعد الشعبية والكفاءات الوطنية القادرة على قيادة النضال في هذه المرحلة المفصلية.

ودعا لإعادة تفعيل مؤسسات وطنية ديمقراطية ونزيهة، من خلال انتخابات حرة تعبر عن إرادة الفلسطينيين في الداخل والخارج.

ورأى أن العمل من أجل إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على قاعدة التحرير والعودة يجب أن يكون على رأس الأولويات.

وقال إن المدخل الرئيسي لتحقيق ذلك هو تشكيل قيادة موحدة تعبر عن طموحات الشعب، مع إحياء المؤسسات الوطنية التي تضمن المحاسبة والمساءلة.

إغلاق