جنين ومخيمها.. تهميش السلطة وحكوماتها لا حدود له

جنين ومخيمها.. تهميش السلطة وحكوماتها لا حدود له

جنين – الشاهد| سنوات طويلة تعاني فيها جنين ومخيمها من حالة التهميش التي تبدها السلطة الفلسطينية وحكوماتها المتعاقبة، وسط حالة من السخط المتصاعدة من قبل الأهالي على ذلك التهميش والذي تصاعد حتى وصل حد الاعتداء على أهالي المخيم والمدينة ومحاصرتها.

التهميش طال جميع مناحي الحياة، فقد أعرب المزارعين وتجار الخضراوات وأصحاب محلات عن استيائهم من سياسة بلدية جنين والحكومات الفتحاوية المتلاحقة في تهميش سوق خضار جنين المركزي، الذي يشكل قيمة اقتصادية كبيرة لمدينة جنين.

وأصبح السوق مكاناً مهجوراً منذ سنوات لا يدخله إلا بضع تجار ومزارعين من القرى الشرقية للمدينة، عدا عن الخسائر التي تكبدها التجار والمزارعون وتراكمت الديون عليهم من ايجارات وغير ذلك وتهميش السلطة لهم.

وفيما يعمل الكثير من سكان المخيم في القطاع الزراعي في المناطق المحيطة بجنين، يعاني نحو ربع سكانه البطالة، وتشكو غالبيتهم ضعف الطلب وزيادة المديونية، حتى فرص العمل المتاحة هي في أدنى السلم الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني.

انتفاضة في وجه السلطة

وقبل أيام خرج المئات من أهالي وطلبة قرية عرابة غرب جنين بتظاهرة، تنديداً بجرائم أجهزة السلطة المتواصلة على مخيم جنين وسياسة التهميش التي تبديها تجاههم.

ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات ضد السلطة وأجهزتها، التي تواصل محاصرة مخيم جنين منذ أسبوعين.

وعقبت كتائب شهداء الأقصى- شباب الثأر والتحرير على الهجوم الشرس الذي تنفذه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من أسبوع وراح ضحيته 3 مواطنين بينهم طفل.

وقالت “شباب الثأر والتحرير” في بيان إن على أجهزة السلطة أن تعلم أن راية المقاومة لن تسقط في جنين وكل فلسطين.

وأضافت: “رصاصنا موجه على رؤوس العدو وأعوانه، وستسقط كل مخططاتكم تحت أقدام مقاومينا، وسينتصر الكف على المخرز”.

سرقة أموال الإعمار

ومنذ أكثر من عام ولا يزال مخيم جنين يعاني جراء التدمير الواسع الذي تعرض له بعد عملية واسعة لجيش الاحتلال في يوليو 2023، فيما تقوم السلطة هذه الأيام باستكمال الجريمة عبر حصار المخيم وتدمير اقتصاده.

أهالي المخيم والذين تسألوا عن دور السلطة في حمايتهم من جيش الاحتلال وإعادة إعمار، استغربوا من إصرار تلك السلطة على استكمال جريمة الاحتلال التي بدأت منذ أكثر من عام، عبر الحصار المطبق والتضييق وإطلاق النار.

وأكد الأهالي أن السلطة التي تولت مهمة إعادة الإعمار بعد أن تلقت الأموال من قبل الدول المانحة، لم تصرف لهم تلك المبالغ المالية ولم تقم هي بعملية الإعمار، وهو ما يعني تواطؤها مع الاحتلال في الجريمة ومحاولة اجتثاث المقاومة.

فيما اتهمت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين السلطة الفلسطينية قبل أسابيع بالتنصل من تعويض أضرار السيارات والمنشآت جراء العدوان المستمر على المخيم شمالي الضفة الغربية المحتلة رغم وصول المنحة الجزائرية لحساباتها.

وقالت اللجنة في بيان إن أضرار السيارات والمنشآت تم حصرها في شهر يوليو الماضي، وتنصلت السلطة من دفعها من خلال المنحة الجزائرية البالغة 30 مليون دولار ودخلت حساباتها مؤخرا.

سلوك معتاد

واعتادت السلطة على سرقة الأموال المخصصة للشعب الفلسطيني وخاصة ملفات إعادة الإعمار؛ إذ تجوب شخصياتها للتسول على ظهره ولا يرى منها إلا الفتات لملء خزينتها.

حكومة اشتية السابقة والتي أكدت أنها جمعت أكثر من 180 مليون دولار لصالح جنين من عدة ومانحين وحملات تبرع أطلق داخل الضفة وخارجها، لم يصل منها شيء لأهالي المخيم.

لجنة متضرري اجتياح مخيم جنين أصدرت بيانًا العام الماضي، قالت فيه: “يؤسفنا أن نبلغ العالم وأبناء شعبنا أن كل هذه الأموال التي جمعت ومنها تبرعاتكم لم يصل منها شيء لأهل المخيم”.

وأضافت: “لدينا ما يثبت من الوثائق والوعود التي أطلقتها قيادات في الحكومة على مدار الأيام والأسابيع الماضية بتعجيل عملية الإعمار ولكن لا جدوى من هذه الوعود”.

صرخة في وجه السلطة

وسبق أن طالبت قيادات وطنية وسياسية واجتماعية في جنين قيادة السلطة وحكوماتها بوضع حد لسياسة التهميش للمحافظة والمخيم بعد تشكيل حكومة محمد مصطفى.

وقال أحد مواطني جنين في تصريحات صحفية: “إن أهل جنين لا يشحدون من حكومات السلطة المتعاقبة بل هذا حق لهم فهم أهل الشهداء والأسرى”.

إغلاق