“إسرائيل” الرابح الأكبر من “حملة” السلطة على جنين!

جنين – الشاهد| خطت الإعلامية والكاتبة “أسماء بزيع”، مقالاً تحدثت فيه عن الجريمة المتواصلة التي تقوم بها السلطة وأجهزتها في مخيم جنين منذ قرابة الشهر، والتي تحاول خلالها اقتحام المخيم وإجبار المقاومين على تسليم سلاحهم، وفيما يلي نص المقال كاملاً.
تتصاعد سيناريوهات العنف في الضفة الغربية، بالتزامن مع بدء تحركات “إسرائيلية” تحمل دلالات واضحة على مشروع يسعى للسيطرة الكاملة على المنطقة بعد الانتهاء من ترتيبات غزّة السياسية والعسكرية، لتنقضّ الحكومة اليمينية العبرية المتطرفة بقيادة رئيسها بنيامين نتنياهو على المشهد الفلسطيني بأكمله وتستمر في تطبيق مشاريعها الاستيطانية التوسعية.
وها هو التحرك الإسرائيلي قد بدأ يأخذ منحى عمليًا مع إصدار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعليمات للتحضير “لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة”. إلى جانب تقارير إعلامية أفادت بتأكيد نتنياهو في محادثات مغلقة على ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية إلى جدول أعمال حكومته، مشيرًا إلى أهمية هذا المشروع خاصة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبالفعل فقد مهّد الاحتلال الأرضية في الضفة الغربية منذ سنوات للشروع في المخطط، ومشاريع الاستيطان الواسعة كانت أبرز الخطوات في هذا المشوار الذي بدأ التحضير له منذ عام 2020 وتنفيذه من خلال طرح مشاريع قوانين ومراسيم مرتبطة بالشؤون العسكرية والإدارية، وإقرار ميزانيات مالية لتشييد بنية تحتية استيطانية. إلى جانب السير بخطى حثيثة للاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني والصمت الدولي. ومع استمرار هذه التحركات، تبقى الأنظار شاخصة نحو الداخل الفلسطيني، حيث يشكل توحيد الصفوف والتخطيط الاستراتيجي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الوجودية التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية.
وفي خضم هذا المشهد السياسي الملبد بالمؤامرات والتحديات، تشهد الضفة الغربية تطورات متسارعة، وسط محاولات متواصلة لإحكام السيطرة عليها. حيث تتواصل العمليات الأمنية التي تنفذها “سلطة رام الله” في مخيم جنين، وعلى ما يبدو فإن هذه التحركات لن تثني الاحتلال “الإسرائيلي” عن المضي قُدمًا في تنفيذ خططه الاستيطانية والعسكرية.
لتتجدد أحداث الاشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة داخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بعد أن جاءت على خلفية محاولة السلطة البحث عن مخرج لتأكيد نفوذها داخل المخيم، رغم أن الوقائع على الأرض تشير إلى صمود كتيبة جنين أمام الضغوط.
فقوات أمن السلطة التي لم تتمكن من اقتحام المخيم، اكتفت بالتمركز في المناطق المحاذية، ولجأت إلى استهداف المدنيين والأطفال بأساليب وُصفت بالغادرة، ما أثار موجة غضب شعبية واسعة في عموم الضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا الإطار، تشير تقارير إلى أن الاحتلال وضع ثلاث خيارات للتعامل مع الوضع في الضفة الغربية. بدأت تلك الخيارات بالظهور علنًا في أغسطس/آب الماضي تحت ما سُمي بـ”المخيمات الصيفية”، إلا أن هذه المبادرات سرعان ما باءت بالفشل بسبب صلابة المقاومة الفلسطينية وصعوبة تحقيق أهداف الاحتلال في ظل وجود إرادة فلسطينية متجذرة.
والجدير بالذكر أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تمثل على مدى العقود الماضية نقاط انطلاق مركزية للمقاومة الفلسطينية، التي ظلت تتصدى بصلابة للمشروع الصهيوني في الأراضي المحتلة. وهذا الدور الحيوي للمخيمات جعلها هدفًا رئيسيًا لأجهزة الأمن “الإسرائيلية”، التي كثّفت عملياتها العسكرية واغتيالاتها، في محاولة لإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يرتكز على سلاح المقاومة كسبيل لتحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة.
لكن رغم قتامة الواقع، فإن التاريخ يشهد أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الحق لا يضيع طالما هناك من يحمل رايتها. وبينما يحاول الاحتلال فرض أمر واقع جديد، تبقى المقاومة، بأشكالها المختلفة، صوتًا يرفض الخضوع وصدىً يذكّر العالم أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل اختبارٌ حقيقي للعدالة والإنسانية في هذا العصر. وقدرة الفلسطينيين على تجاوز خلافاتهم الداخلية ومواجهة المخططات “الإسرائيلية” بصف واحد ستدفن أوهام الاحتلال في المنطقة بإذن الله
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=80927