“أداة إسرائيلية”.. موقع أمريكي: حرب غزة وهجوم جنين فضحتا خيانة السلطة

“أداة إسرائيلية”.. موقع أمريكي: حرب غزة وهجوم جنين فضحتا خيانة السلطة

رام الله – الشاهد| قال موقع “كاونتر بانش” الأمريكي إن السلطة الفلسطينية باتت مشاركة نشطة في قمع “إسرائيل” للفلسطينيين، كما هو الحال في جنين اليوم ودورها كمنفذ للسياسات الإسرائيلية وأداة للاحتلال مُكلفة بقمع المعارضة وإسكات المنتقدين.

وتناول الموقع حملة “حماية وطن” للسلطة الفلسطينية بمخيم جنين، التي أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيا، بينهم الصحفية شذى الصباغ، موضحًا أنها بدعم إسرائيلي ما يكشف تناقضات السلطة التي باتت أداة لخدمة الاحتلال.

وذكر أن الهجوم وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حظي كما كان متوقعًا، بموافقة من جيش الاحتلال الذي يبدو راضيًا عن أداء السلطة.

وفي الوقت نفسه، أكدت قناة 14 الإسرائيلية أن “إسرائيل” حددت مهلة واضحة للسلطة الفلسطينية لإنهاء المهمة، التي تتمثل في القضاء على ما تبقى من مقاومة في جنين، تحت شعار إنهاء الفوضى والقبض على الخارجين عن القانون.

وأشار الموقع إلى أن المفارقة باتت مألوفة للغاية، فالكيان الفلسطيني الذي كان يفترض أن يمثل إرادة الشعب ويقودهم نحو الحرية، أصبح متواطئًا بقمع المقاومة في واحدة من أكثر المناطق المهمشة والفقيرة في الضفة الغربية، بينما يخدم مصالح “إسرائيل” وهذه هي جوهر المفارقة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وعلى مدى سنوات، طالبت السلطة الفلسطينية بالانصياع التام من الشعب الفلسطيني باسم إعداد فلسطين للسيادة وإقامة الدولة، ومع مرور الوقت بات الوعد بعيد المنال بشكل متزايد، وبدلا من ذلك، أصبحت متواطئة في توسيع السيطرة الإسرائيلية على الأراضي، وتآكل حقوق الفلسطينيين، وفق الموقع.

وقال: “قد يكون من الصعب استيعاب هذا الاستنتاج، لكن قتل الفلسطينيين الأبرياء في جنين على يد قوات الأمن الفلسطينية، بينما تقمع إسرائيل ومستوطنيها بأماكن أخرى من الضفة الغربية، يجب أن يكون كل الدليل المطلوب لدعم هذا الادعاء”.

وأضاف بارود أن إستراتيجية السلطة الفلسطينية المتمثلة في استرضاء إسرائيل عبر “التنسيق الأمني” لم تفعل شيئًا يذكر لإعاقة استيلاء إسرائيل المنهجي على الأراضي، واستمرار بناء المستوطنات غير القانونية. بل شجع “إسرائيل” ومستوطنيها المنفلتين.

وذكر أن العملية الأخيرة في جنين تُظهر كيف تستخدم “إسرائيل” السلطة الفلسطينية لتنفيذ أعمالها القمعية. ويعد مخيم جنين رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وتعرض لـ80 غارة إسرائيلية السنة الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 220 فلسطينيًا وإصابة المئات، ورغم ذلك، بقيت جنين صامدة. والآن، يعد تعاون السلطة مع الجيش الإسرائيلي لكسر إرادة سكان جنين واقعًا مؤلمًا للفلسطينيين.

وأشار إلى أن ما يزيد من تعقيد هذه الأزمة هو صمت عديد المثقفين الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو في الشتات، الذين فشلوا في مواجهة السلطة الفلسطينية بنفس الحماسة التي ينتقدون بها الاحتلال الإسرائيلي.

وعزا بارود سبب الصمت إلى مزيج معقد من الخوف والبراغماتية السياسية والجمود التاريخي. فعلى مدى عقود، أحكمت السلطة قبضتها الخانقة على المشهد السياسي في الحياة الفلسطينية، فهي تسيطر على مقاليد السلطة، وكل من يتجرأ على تحدي سلطتها يخاطر بإسكاته، من خلال الاعتقال أو السجن أو حتى التعذيب.

وقال الموقع إن المثقفون الفلسطينيون، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية، يدركون هذا الواقع تماما.

وتابع الكاتب بأن هناك شعورا عميقا بالشلل داخل مجتمع المثقفين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فشل قيادتهم في مواجهة “إسرائيل” بشأن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ولكن هناك ما هو أكثر من هذا الشلل المستمر.

فعلى مدى سنوات، صوّرت السلطة الفلسطينية نفسها على أنها “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب الفلسطيني. فعديد المثقفين الذين ينتقدون عادةً الاحتلال الإسرائيلي لا يرغبون في مواجهة السلطة الفلسطينية؛ خوفًا من زيادة تفتيت الفلسطينيين. فثمة اعتقاد راسخ لدى البعض بأن المواجهة العلنية مع السلطة ستؤدي لمزيد من الانقسام، ما يصب في مصلحة “إسرائيل”.

وأردف بارود، بأن هذه البراغماتية السياسية لها ثمن باهظ. ففي الوقت الذي يتردد فيه عديد المثقفين الفلسطينيين في انتقاد السلطة الفلسطينية، فإنهم مجبرون على التواطؤ مع أفعالها.

وأكد أن خيانة السلطة الفلسطينية للقضية الفلسطينية لم تعد موضع نقاش، بل هي حقيقة واقعة. ومع ذلك، فإن فشل المثقفين والناشطين على حد سواء في مواجهة هذه الخيانة بشكل مباشر، يجعلهم يخاطرون بفقدان مصداقيتهم الأخلاقية.

ونبه إلى أن: “في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، وحملة القمع العنيفة غير المسبوقة التي تشنها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، انكشفت خيانة السلطة أمام الجميع”.

وشدد على أن استعداد السلطة الفلسطينية للمساعدة في إخضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينما تتظاهر بتمثيلهم، قد فضح هذه المؤسسة كما لم يحدث من قبل.

واختتم الموقع بأن ما يهم الآن هو ما إذا كان الشعب الفلسطيني، بإرادته الجماعية ومقاومته، قادرًا على تحرير نفسه من الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والفساد الأخلاقي لقيادته التي نصبت نفسها بنفسها، مضيفًا أن أحداث الأسابيع والأشهر القادمة ستكون حاسمة.

إغلاق