ما هي خيارات السلطة الفلسطينية لمواجهة سعار “إسرائيل” بالضفة؟
رام الله – الشاهد| قال الأكاديمي والمحلل السياسي حسين الديك إن “إسرائيل” تركز على إستراتيجية ديمومة الوجود العسكري بمخيمات شمال الضفة الغربية، كتطبيق لما يعرف بـ”حسم الصراع” دون أن تفعل السلطة الفلسطينية أي من خياراتها لمواجهة سعار “تل أبيب”.
وأوضح الديك في تصريح أن تطبيق الخطة يعمي أن تكون سيطرة “إسرائيل” كاملة على مناطق (ج) وسيطرة مباشرة على جزء من مناطق (أ) وتحويل الوجود الفلسطيني لتجمعات معزولة، وإنهاء كل وجود مقاوم في الضفة.
وأشار إلى أنه في المقابل، تريد “إسرائيل” السيطرة دون أن تكون ملزمة بتوفير البعد الخدماتي والاقتصادي للفلسطينيين لأنها تريد عمليًا إضعاف وليس تقوية الفلسطيني.
وبين الديك أنه وبالتالي، فإن الإدارة الإسرائيلية المباشرة والشاملة -باعتقادي- ليس بوارد التخطيط الإسرائيلي الآن، وإنما تريد أن تكون مسيطرة متحكمة وليست مديرة مباشرة، وتريد إدارة ذاتيه للفلسطينيين دون أن تتمتع هذه الإدارة بأي من التجليات السياسية أو السيادية، بمعنى دون أن تكون هناك سلطة معترف بها دوليا.
كما تضغط على الفلسطينيين لجعل تكلفة المقاومة أعلى من تكلفة الاحتلال بحيث إن المناطق التي يكون فيها فعل مقاوم تدمر وتستهدف مباشرة كما في جنين وطولكرم، وتبقي باقي المناطق تحت سيطرة إسرائيلية في ظل واقع صعب مع ورضوخ للأمر الواقع.
ونوه الديك إلى أنه قد يكون إنهاء السلطة بمظهرها الحالي هدفا سياسيا لدى الاحتلال، مع ضرورة عدم منحها أي اعتراف دولي، إذ تريد إسرائيل إطار سلطة تختص بالشأن الخدماتي الإداري وتأتمر بأمرها وتطبق شروطه دون أن تكون ضمن إطار أو مظلة أو اسم سياسي.
ولفت إلى أن الخيارات التي تمتلكها السلطة محدودة جدًا، فهي لم تشارك في صياغة السياسات المستقبلية لإدارتها، ومنذ 7 أكتوبر 2023 كان دورها هامشيا محدودا، ولم تكن هناك أي مبادرات من قبلها للتأثير في المشهد السياسي.
وبين الأكاديمي أنه وبالتالي لن تتعدى خياراتها شكلها التقليدي القائم على ضرورة الاعتراف الدولي، أو الاعتماد على الموقف العربي الذي يبقى هو الآخر مرتبطا بحسابات سياسية ويتغير بتغير هذه الحسابات.
وقال إنه أما إن أرادت فعلا البحث عن خيارات حقيقية فإنه يجب عليها العودة مجددا للشعب الفلسطيني عبر انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لتجديد الشرعية ما يفتح الباب أمام تعزيز وتجديد الثقة بين المواطن والسلطة التي ستكون عندها ممثلة للشعب وخياراته.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87474