محمد النمورة.. سفير الترف والفساد في زمن الإبادة
رام الله – الشاهد| في قلب أوروبا، بعيدًا عن صرخات الأطفال في غزة، ودموع أهالي الضفة الغربية، يقبع سفير السلطة الفلسطينية في صربيا محمد النمورة في عالمه الخاص، عالم المهرجانات والحفلات والمناسبات الاجتماعية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع شعبه المحتاج.
فبدلا من أن يكون السفير صوت القضية، مناصرًا للحق الفلسطيني في كل منصة، ينشغل النمورة بالتقاط الصور وتذوّق الطعام لمهرجان سنوي للطعام نظمه نادي المرأة الدولي في بلغراد، ويروّج له على أنه دعم للشعب الفلسطيني، بينما الفلسطينيون يعانون من الإبادة، الفقر، والحصار.
من هو محمد النمورة؟
لم يكن هذا مجرد ترف وترفيه، إنما جزء من سياسة متكاملة توصل السلطة وسفراؤها إلى حالة انفصال تام عن واقع الشعب الفلسطيني.
السلطة لا تقف اليوم على خط الدفاع عن القضية، بل تستثمر في احتفالات باهظة ومهام تافهة، بعيدًا عن هموم الشعب الذين يقتل ويُشرد يوميًا.
وليس بعيدًا عن هذا الواقع المؤلم، كشفت صحف صربية فضيحة كبيرة حول النمورة وطاقم السفارة ببلغراد تتعلق بتلقيهم أموالًا من لاجئين فلسطينيين عالقين بين مخيم اليرموك وقبرص، لقاء تسهيل حصولهم على تأشيرات.
محمد النمورة ويكيبيديا
هذه الفضيحة وصفت بأنها استغلال وقح لمعاناة اللاجئين، وتفضح الوجه القبيح للفساد الذي يلتهم جسم السلطة وعنوان بارز لفساد سفاراتها حول العالم.
الجالية الفلسطينية في صربيا تئن على وطأة غياب أي دعم حقيقي، وسفارة تهتم بشؤونهم، أو تبذل أي جهد لتحسين أوضاعهم، إنما مجرد مبنى فارغ من الخدمات يدار بعقلية تجارية وشخصيات تبحث عن المكاسب الخاصة.
كل ما سبق ليس مجرد قصة فساد أو إهمال، إنما خيانة كاملة لشعب يرزح تحت وطأة الاحتلال والخذلان الرسمي من قيادة السلطة.
فضيحة محمد النمورة
السلطة من خلال سفرائها، لا تمثل الفلسطينيين بل تحرس مصالحها، وتغلق أبوابها أمام حقائق شعبها المقهور بدلا من حشد الدعم لنصرته.
الأسوأ من ذلك، أن ميزانيات السلطة الضخمة تُنفق بلا حساب أو جدوى.
بيانات رسمية تكشف أن نفقات سفارات السلطة بلغت 108.5 مليون شيكل في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مع زيادة مستمرة في الميزانيات بينما لا يشعر الشعب بأي تأثير إيجابي.
وتنقق رواتب ضخمة، وتُصرف علاوات غلاء معيشة تتراوح بين 150% و450%، مع بدلات سكن ورسوم تعليم بطرق مريبة، كل ذلك على حساب دماء الفلسطينيين المعذبين، والمئات الذين ينتظرون يد العون.
جرائم محمد النمورة
محمد النمورة بات يصنف كدليل حي للسفير المنفصل عن القضية، الذي انضم لحركة فتح بوقت مبكر، ويشغل عضوية المجلس الثوري.
يعرف بانتقاداته القاسية لحركة حماس ومهاجمته للمقاومة، لكنه نسي أن يكون صوت شعبه بالخارج، وحيدًا في قصره البعيد، غير مكترث لمعاناة شعبه.
ويظل يلهث خلف حفلات الطعام والمناسبات الاجتماعية، بينما سفارات السلطة في كل العالم تُستهلك بلا أي فائدة تذكر، تخرب قضيتنا الوطنية وتُضيّع مستقبل شعبنا.
هذه الحقيقة المؤلمة تكشف الوجه الحقيقي للسلطة التي لم تعد سوى شركة خاصة تسرق أموال الشعب وتبيع قضيته، وتلهث سفاراتها وراء مصالح شخصية.
يحدث كل هذا بينما أصوات الفلسطينيين في الخارج تُخنق، والحرب على شعبنا مستمرة، ونحن بلا من يرفع رايتنا حقًا.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92654