وسط تنديد فصائلي.. فتح تواصل تسليم سلاحها للجيش اللبناني
رام الله – الشاهد| تواصل حركة “فتح” تسليم سلاحها المتوسط والثقيل إلى الدولة اللبنانية، في خطوة وُصفت بأنها جدلية، لما تحمله من أبعاد سياسية وأمنية داخلية وخارجية.
وقالت مصادر فلسطينية “إن عملية التسليم جرت بإشراف رسمي، حيث تم تسليم مدافع ورشاشات وقذائف كانت بحوزة الحركة منذ عقود، على أن يبقى السلاح الفردي داخل المخيمات تحت سيطرة الأجهزة التنظيمية، من دون أن يمس به”.
وبدأت حركة “فتح” في مخيمات منطقة صور، جنوبي لبنان، صباح اليوم، بتسليم شحنات من السلاح الثقيل إلى الجيش اللبناني، في خطوة وُصفت بالكبيرة من حيث حجم الأسلحة ونوعيتها، وقدّرت عدد الشحنات بعشر شاحنات متوسطة محمّلة بسلاح متوسط وثقيل.
وحضر عملية التسليم كل من مدير فرع مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني العميد سهيل حرب، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير رامز دمشقية، إلى جانب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.
ويُعد ملف “سلاح المخيمات” من أعقد الملفات الفلسطينية–اللبنانية، إذ يعود إلى اتفاق القاهرة الموقع عام 1969، الذي أتاح للفصائل الفلسطينية الاحتفاظ بسلاحها داخل المخيمات وإدارة شؤونها الأمنية.
وتُعتبر حركة “فتح” صاحبة الثقل الأكبر في هذا المجال، إذ احتفظت على مدى سنوات بترسانة من السلاح المتوسط والثقيل داخل المخيمات.
ولقيت الخطوة ترحيبًا من أوساط لبنانية رسمية، اعتبرتها تعزيزًا لسيادة الدولة اللبنانية وخطوة في اتجاه إنهاء ملف السلاح الفلسطيني.
في حين لاقت الخطوة تنديدا شعبيا ومن معظم الفصائل الفلسطينية، التي عدتها “تنازلًا مجانيًا” سيفتح الباب لمزيد من الضغوط على المخيمات الفلسطينية وعلى فصائل العمل الوطني.
وكانت الفصائل الفلسطينية في لبنان -التي تضم تحالف القوى الفلسطينية وعلى رأسه حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية- قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن “ما يجري داخل برج البراجنة شأن تنظيمي داخلي يخص حركة فتح وحدها، ولا يمت بصلة إلى ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات”.
وأضاف البيان “إننا في الفصائل الفلسطينية في لبنان، إذ نؤكد حرصنا على أمن واستقرار مخيماتنا وجوارها، نعيد التشديد على التزامنا بالقوانين اللبنانية واحترام سيادة الدولة ومؤسساتها، ونؤكد في الوقت نفسه أن سلاحنا سيبقى مرتبطا بالقضية الفلسطينية وحق العودة، ولن يستخدم إلا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن ينال شعبنا حريته ويقيم دولته المستقلة على أرضه”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=93200