عبء بلا مردود.. مطالبات بمراجعة تكاليف شبكة سفارات السلطة

عبء بلا مردود.. مطالبات بمراجعة تكاليف شبكة سفارات السلطة

رام الله-الشاهد| قال الكاتب والباحث حسن سليم يشير إن وزارات الخارجية وشبكة السفارات والقنصليات المنتشرة حول العالم من أكثر المرافق التي تثقل كاهل السلطة الفلسطينية وخزينتها.

وذكر سليم في تصريح أنها تتطلب ميزانيات ضخمة لتغطية النفقات التشغيلية ورواتب السفراء والموظفين ومصاريف المباني والسيارات وغيرها.

وتساءل: “ماذا تفعل هذه السفارات فعلاً؟ وما الذي نستفيده نحن كدولة وجاليات من وجودها؟”

وأوضح سليم أن “وظيفة السفارات نظريا واضحة في الوضع الطبيعي، فهي تتمثل في التمثيل السياسي للدولة أمام الحكومات، ورعاية مصالح الجاليات، وتقديم الخدمات القنصلية، وجذب الاستثمارات، والتعريف بالثقافة والقضية الوطنية”.

لكن الحالة الفلسطينية تفرض عليها مهمة إضافية، وهي نقل معاناة الشعب وفضح الجرائم المرتكبة بحقه، والسعي للتأثير بالرأي العام والرأي الرسمي بتلك الدول، بما يخدم حقوقنا ومطالبنا في المنظمات والهيئات الدولية.

وتساءل سليم: “هل فعلاً تقوم السفارات بهذه الأدوار؟ أم أن كثيرًا منها تحولت إلى مكاتب شكلية لا تؤدي سوى الحد الأدنى، بينما تستهلك ميزانيات عالية لا تتناسب مع مردودها؟”.

وأكد سليم أن هذا يقود إلى سؤال أكثر جرأة: “هل نحن بحاجة فعلًا إلى هذا العدد الكبير من السفارات في العالم؟”.

أشار إلى أن البدائل الأقل تكلفة والأكثر فاعلية تستحق التفكير الجدي، مثل الإبقاء على سفارات في العواصم الأساسية فقط، وتطبيق نظام “السفير غير المقيم” الذي يغطي عدة دول من خلال بعثة واحدة، بالإضافة إلى تفعيل القنصليات الافتراضية لتقديم خدمات للجاليات عبر المنصات الرقمية، بدلاً من استنزاف الميزانية على بعثات شبه معطلة.

ونبه إلى أهمية الاستفادة من الكفاءات الفلسطينية والعربية في الخارج كسفراء غير رسميين ضمن أطر منظمة التحرير.

وأوضح أن طبيعة العمل الدبلوماسي تقتضي إدارة السفارات عبر دبلوماسيين يختارون بناءً على الكفاءة والمعرفة والخبرة، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية ليست منصباً بروتوكولياً فقط، بل مهنة تتطلب إعداداً طويل الأمد في اللغات والقانون الدولي والعلاقات الاقتصادية وفنون التفاوض.

وختم بالتأكيد أن ما لا يخدم مصالح الدولة وجالياتها يجب دمجه أو إغلاقه، وما لا يدار بكفاءة يجب إصلاحه، لتحول السفارات من “مكاتب تمثيل مكلفة” لأدوات فعالة للقوة الناعمة والدفاع السياسي والاقتصادي عن مصالح الدولة في الخارج.

إغلاق