“كارلو” قديم فعل بالمستوطنين ما عجزت عنه آلاف بنادق السلطة بالضفة

رام الله – الشاهد| كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن السلاح المستخدم في عملية “راموت” بالقدس قبل ظهر اليوم الاثنين، هو سلاح “كارلو” قديم ومسدس وسكين، والتي أسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وإصابة 14 آخرين.
وذكرت الإذاعة أن اعتماد المقاومين على أسلحة محلية الصنع يعكس قدرة الفلسطينيين على تجاوز إجراءات الاحتلال الأمنية المشددة، وتطوير أدوات مواجهة تمكنهم من تنفيذ عمليات مؤثرة رغم القيود والملاحقات.
وتأتي العملية في ظل تصاعد التوتر الأمني في الضفة الغربية والقدس، وارتفاع وتيرة العمليات الفردية والمنظمة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز قواته في المنطقة ورفع حالة التأهب.
وقد شكل سلاح “الكارلو” محلي الصنع أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، بعدما تحول من نسخة بدائية مطوّرة عن الرشاش السويدي “كارل غوستاف” إلى أداة فاعلة في عمليات نوعية داخل القدس والضفة وداخل العمق الإسرائيلي.
ورغم بساطته ومحدودية دقته، نجح “الكارلو” في ترسيخ معادلة جديدة قائمة على إرادة الابتكار الشعبي في مواجهة الترسانة العسكرية المتطورة للاحتلال، حيث بات تصنيعه يتم في ورش صغيرة تحت ظروف حصار وملاحقة أمنية مشددة.
عودة الظهور
وظهر السلاح لأول مرة بشكل مدوّ في عملية “سارونا” بتل أبيب عام 2016، التي نفذها شابان من الخليل وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة آخرين، وهو ما اعتبر حينها “صدمة أمنية” أربكت أجهزة الاحتلال.
وبعدها بعام، أعاد هجوم باب الأسباط في القدس 2017 السلاح إلى الواجهة، عندما تمكن ثلاثة شبان من أم الفحم من قتل جنديين إسرائيليين قبل استشهادهم، ليثبت أن “الكارلو” يمكن أن يشق طريقه حتى أكثر المناطق تحصينًا.
ومنذ ذلك الحين، تواصلت العمليات التي استخدمت هذا السلاح في الخليل ونابلس ورام الله، مستهدفة حواجز الاحتلال ومركبات المستوطنين، فيما برزت عملية بني براك 2022 قرب تل أبيب كأحد أخطر تلك العمليات، بعد أن أوقعت 5 قتلى إسرائيليين، ورسخت حضور “الكارلو” في مشهد المقاومة المسلحة.
ومع تصاعد الهبّات الشعبية والمواجهات خلال العامين الأخيرين، عاد السلاح للواجهة في جنين ونابلس والقدس، مؤكدًا أن الرهان الإسرائيلي على “نزع السلاح” يظل واهيًا أمام قدرة الفلسطينيين على تطوير أدواتهم القتالية بوسائل بسيطة، لكنها فعّالة.
وفي عملية راموت بالقدس المحتلة، عاد “الكارلو” إلى المشهد ليذكّر الاحتلال أن البدائية لا تعني العجز، بل قد تتحول إلى عنصر مفاجأة يربك منظومته الأمنية. فالسلاح الذي حاولت الدعاية الإسرائيلية التقليل من شأنه، بات عنوانًا لصمود الفلسطينيين وإبداعهم في تحويل المستحيل إلى ممكن، وجعل من “سلاح الفقراء” أداة تفرض قواعد اشتباك جديدة في قلب المدن المحتلة.
سلاح السلطة
“الكارلو” ورغم بساطته وقدمه إلا أنه استطاع أن ينتقم للشعب الفلسطيني الذي يباد منذ قرابة العامين، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ناهيك عن تصاعد كبير لاعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية.
وفي مقابل ذلك السلاح البسيط تمتلك السلطة أكثر من 40 ألف بندقية بيد عناصرها الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن ذلك السلاح لا يحرك سوى لحماية السلطة وشخصياتها، أو لملاحقة المقاومين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=93696