من باصات “تل أبيب” لصواريخ رام الله.. السلطة تمتهن تشويه المقاومة

من باصات “تل أبيب” لصواريخ رام الله.. السلطة تمتهن تشويه المقاومة

رام الله – الشاهد| عقب كل عملية مقاومة نوعية في الضفة الغربية، تطفو على السطح موجة من نظريات المؤامرة والتشكيك التي تشكك بالمقاومين وتقدم خدمات مجانية للاحتلال.

ويسارع إعلام السلطة الفلسطينية وحركة فتح لاستدعاء أبواقه لتقديم تفسيرات تفتقر إلى الدقة.

وتصب غالبًا في إطار النيل من الفعل المقاوم ومحاولة تجريده من معناه الوطني والسياسي.

فبعد عملية تفجيرات الباصات في “تل أبيب” قبل أشهر، روج هؤلاء مزاعم عن أن ما جرى من تدبير اليمين الإسرائيلي بهدف تبرير اجتياح الضفة الغربية.

هذه السردية سوقت على نطاق واسع، رغم أن منفذ العملية الشهيد عبد الكريم صنوبر نجح باختراق العمق الإسرائيلي وعاد بسلام إلى نابلس، قبل أن يختفي لفترة، بواحدة من أكثر العمليات تعقيدًا وجرأة.

اللافت أن بعض الكتاب بهذه النظريات يتجاهلون عمدًا المعطيات الميدانية ويقدمون روايات تضعف ثقة الناس بالمقاومة ويتماهون مع خطاب “سد الذرائع” الذي تروج له السلطة الفلسطينية.

السيناريو ذاته تكرر مع حادثة صاروخ كفر نعمة، إذ لم تمض ساعات على مهاجمة الاحتلال للمنزل الذي تحصنت فيه الخلية وقصفه بقذائف “الأنيرجا”، ثم اعتقال أفرادها، حتى بدأت بعض الأصوات تعيد إنتاج ذات الروايات القديمة.

وردد هؤلاء عبارات من قبيل أن “الاحتلال هو من أطلق الصاروخ”، و”الصاروخ لتبرير ضم الضفة أمام الكونغرس”.

هذه التفسيرات تجافي حقية أن مشاريع تصنيع وتجريب الصواريخ بالضفة ليست جديدة وتعود لأيام الانتفاضة الثانية.

وانطلقت مع محاولات نفذها الشهيد سائد عواد في طولكرم، وغيرها استمرت على مدار سنوات رغم التحديات.

المقاومة في الضفة لم تتوقف سواء عبر العمليات الفدائية أو تصنيع العبوات أو محاولات إطلاق الصواريخ.

وكل محاولة مهما بدت محدودة جزء من مسار طويل يعبر عن إرادة صلبة لمواجهة الاحتلال تستدعي الفخر والدعم وليس التشكيك والتقليل.

كتاب يشيرون إلى أن محاولات التشويه لا تضر إلا أصحابها، فالمقاومة بالضفة بحاجة لمن يفهم سياقها ويدرك أنها الخيار المتبقي لشعب يعيش تحت القهر والعدوان المستمر.

إغلاق