الضفة تتفاعل مع رد “حماس” الذكي على خطة “إنهاء حرب الإبادة”
رام الله – الشاهد| تابع الفلسطينيون في الضفة الغربية باهتمام بالغ ردّ حركة “حماس” على ما يُعرف بـ”خطة ترامب” بشأن الحرب على قطاع غزة، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بطريقة تعامل الحركة مع الضغوطات التي واجهتها، وبما أظهرته من دهاء وحنكة سياسية تعكس رؤيتها في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية.
وكتب الناشط الشبابي خالد وديع دويكات من مدينة نابلس تدوينة على صفحته في “فيس بوك” قال فيها: “الكلّ كان يرى أن الأخضر (في إشارة إلى حركة حماس) قد تم حشره في الزاوية بعد إعلان مبادرة ترامب وخونة العربان والمتأسلمين، لكن ما لم يستطع الكثيرون فهمه هو أن هؤلاء الرجال قد اصطفاهم الله كما اصطفى موسى”.
أما رسام الكاريكاتير محمد سباعنة، فقال: “في أعقاب موقف حماس، إذا لم نسارع إلى توحيد الصف الفلسطيني مع التفاف عربي حول موقف فلسطيني واحد جامع، فسيتمكن نتنياهو من التملّص من موافقة حماس على الصفقة. المطلوب الآن وحدة فلسطينية وغطاء عربي”.
وكتب المواطن جمال أبو السعود من مدينة نابلس قائلاً: “حركة حماس امتلكت شجاعة القتال في ميدان المعركة، واليوم برز دهاؤها في التفاوض، وألهمت هداية السبل، واستطاعت أن تبرهن للجميع أنها الأجدر بالقيادة واتخاذ القرار”.
ودوّن المحامي محمد ياسين: “الرد قد يُرضي غرور ترامب فيما يتعلق بالأسرى، لكنه لن يلبّي طموحات نتنياهو ومن يدورون في فلكه بشأن التسليم الكامل والوصاية الأجنبية. أما فلسطينياً، فإن الرد مقبول جداً لأنه أكّد أن مستقبل غزة وحكمها من اختصاص الفلسطينيين وحدهم. ومن ثم، وبعد هذا الرد بتفاصيله، بات ترميم أوضاعنا الداخلية الفلسطينية أمراً ضرورياً كي نتهيأ للمقترح القادم، ليكون الرد المقبل باسم فلسطين كلها لا باسم حزب واحد فحسب، ردّ يحقق أهداف الجميع: وطن ومواطنين…”.
ويقول المواطن محمد أبو عليا من مدينة رام الله: “موقف حماس كان شجاعاً؛ لأنها لم ترضَ أن تكون غزة مجرد كيان معزول ضمن صفقة دولية مشبوهة، وهذا الرد يعبر عن إرادة الشعب الرافض للتنازل”.
وعقّب المواطن عمر رياض على ردّ حماس بالقول: “قالت حماس كلمتها رداً على خطة ترامب، بالمختصـــر هذه (نعم المنتصر) لا (نعم المهزوم)، نعم مشروطة تحفظ كرامة الفلسطيني، وتفتح الباب لتبادل الأسرى بعد التفاوض على التفاصيل، وتنهي الحرب دون أن تسلّم البندقية”.
وختم قائلاً: “ردّ حماس أحال الملفات الكبرى للقرار الوطني الجامع، وأبدت استعدادها لتسليم إدارة القطاع ومستقبله لأبناء شعبها”.
فيما اعتبرت أم محمد من نابلس أن “الرد اتسم بالحنكة، فقد أحرج إسرائيل والولايات المتحدة معاً، وأعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية على مستوى الإعلام العالمي”.
يُشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أعلنت، مساء أمس الجمعة، عن موقفها الرسمي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة، وذلك بعد مشاورات معمّقة داخل مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى لقاءات مع الوسطاء والأصدقاء، بهدف التوصل إلى موقف مسؤول يحمي ثوابت شعبنا وحقوقه ومصالحه العليا.
وقالت الحركة في بيان رسمي إنها تُقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية، إضافة إلى جهود الرئيس الأمريكي، الداعية إلى وقف الحرب على غزة، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية فورًا، ورفض الاحتلال والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من القطاع.
وأوضحت “حماس” أنها توافق على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياءً وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، مؤكدةً استعدادها للبدء فورًا في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل ذلك.
كما جدّدت الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادًا إلى الدعم العربي والإسلامي.
وأكدت “حماس” أن ما ورد في مقترح الرئيس ترامب بشأن قضايا مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، مرتبط بموقف وطني جامع، وسيتم مناقشته من خلال إطار فلسطيني جامع تكون الحركة جزءًا منه، وستُساهم فيه بكل مسؤولية، استنادًا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.
المصدر: قدس برس
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=94846