غضب شعبي بعد سماح إدارة “أيكون مول” للإعلام العبري ببث تقارير متلفزة من داخله

غضب شعبي بعد سماح إدارة “أيكون مول” للإعلام العبري ببث تقارير متلفزة من داخله

رام الله – الشاهد| تسود الشارع الفلسطيني حالة من الغضب في أعقاب سماح إدارة “أيكون مول” التجاري للإعلام العبري بالتجول داخل المول وإعداد تقارير متلفزة وبثها من هناك، وسط تساؤلات عن دور السلطة ورضاها عما يجري.

جاء ذلك عقب نشر قناة “كان” العبرية، تقريرا من داخل “آيكون مول” في رام الله، وإجراء مقابلات بداخله، خلال فعاليات لمناسبة أعياد الميلاد ونهاية العام الجاري.

“آيكون مول” المقام في بلدة سردا أثار غضب الشارع الفلسطيني منذ أن افتتح أبوابه قبل عدة أشهر عقب إقامته لحفل راقص وصاخب بالتزامن مع ارتكاب مجازر إبادة في قطاع غزة وذلك بحضور شخصيات رفيعة بالسلطة الفلسطينية وحركة فتح.

واعتبر نشطاء، أن ما جرى استفزاز لمشاعر الفلسطينيين ومحاولة لتطبيع الوجود الإعلامي للاحتلال داخل المدن الفلسطينية والاحتكاك مع الفلسطينيين، في ظل استمرار الاعتداءات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وكتب محمود نواجعة منسق حركة BDS، إن “الفلسطيني الجيد بنظرهم هو الذي يرتضي العيش بدون كرامة مع بعض البراندات والعطور وهذا ما يجسده الشخص في المقابلة مع قناة كان، الذي يقول لمستوطنة صهيونية تستوطن القدس بأننا جيران، هو ذلك الفلسطيني الذي أصبح حلمه بأن يتم فتح الحاجز لبعض ساعات إضافية ومزيد من الطعام والراتب”.

وأضاف نواجعة في منشور له، أن “تلفزيون كان، يحاول إظهار التقرير وكأنه طبيعي، لكن الواضح أن التقرير كان شبه سري، في أغلب الأحيان يختفي المايك باستثناء أماكن مخفية في المول بعيدة عن عيون الناس، والتحدث بالعبرية يحدث في محلات فارغة، لا تشكيك في وطنية الناس، أعتقد جازماً لولا هذا النوع من التخفي في التصوير وصناعة التقرير لما تم استكماله”. مؤكدا أن المول وإدارته يتحملون المسؤولية عن ما جرى.

واعتبر نشطاء، أن ما يجري في “آيكون مول” نموذج مصغّر للفلسطيني الذي انصرف عن حقيقة واقعه وقضيته نحو البراندات والحداثة المزيفة ومظاهر الرفاهية.

كما أكد آخرون أن ما جرى فضيحة بالمعنى الحرفي، وسط التجول بهذه الطريقة في المول التجاري الذي يعتبر من الأضخم في رام الله وسط عشرات التساؤلات بشأن دخول القناة العبرية والعاملين فيها إلى قلب رام الله وكذلك حول إخفاء أو إظهار هوية موظفي القناة أمام من تم إجراء مقابلات معهم في التقرير.

فيما رأى آخرون أن “آيكون مول” والمراكز التجارية المشابهة هو تعبير عن التصدع الذي يعيشه الفلسطيني، وعن طبقة “الكومبرادور” التي تتحكم في البلد وتتعامل مع الاحتلال، وتمتص دم شعبها.

في حين أكد نشطاء، أن التصوير لا يمكن أن يكون دون موافقة إدارة المول، مرجحين أن من ظهروا وتحدثوا في التقرير العبري، غالبا لا يعلمون من هي وسيلة الإعلام.

واستهجن النشطاء، في الوقت ذاته، التفاخر من قبل المول بالتعامل مع وكلاء إسرائيليين وفتح متاجرهم للحديث بالعبرية بحرية.  كما دعا نشطاء إلى مقاطعة المول التجاري الذي لا يحترم الدم الفلسطيني ويقام على آلام الشعب ويسحق كل معاناته، وفق تعبيرهم.

إغلاق