مسئول فلسطيني سابق: السلطة غير جادة في مواجهة الاستيطان بالضفة

مسئول فلسطيني سابق: السلطة غير جادة في مواجهة الاستيطان بالضفة

رام الله – الشاهد| أكد الخبير في شؤون الاستيطان والمستشار السابق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان محمد إلياس، أن السلطة الفلسطينية ليست جادة في مواجهة الاستيطان في الضفة، مشيرا الى أن الجهد المبذول لم يصل إلى المستوى المطلوب.

 

وشدد على أن الدليل الحقيقي على صدق توجه السلطة نحو مواجهة الاستيطان يتمثل في قطع كافة العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية مع الاحتلال في كل التفاصيل من اتفاقيات ومعاهدات وتنسيق أمني وغيره، مستدركا بالقول إن ذلك لم يحدث حتى الآن.

 

وطالب في تصريح نقلته عنه صحيفة فلسطين، السلطة بتنظيم العمل الشعبي ودعمه في مواجهة الاستيطان، ورفع شكاوى في المحافل القانونية الدولية عن التوسع الاستيطاني، والتحرك على المستوى الدبلوماسي ضد مشاريع الاحتلال الهادفة للسيطرة على المزيد من الأراضي المحتلة وإحلال المستوطنين فيها.

 

وأضاف إلياس: "الاحتلال لم يترك خطًا إلا تجاوزه ولم يترك محرمًا إلا وانتهكه، وأعتقد أننا الفلسطينيين مطالبون بموقف يتناسب هو وحجم الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي المحتلة، وهذا يتطلب رفع حدة الاشتباك، مهما كانت النتائج، ووضع كوابح وضوابط أمام التنسيق الأمني مع ما ترتكبه (إسرائيل) من جرائم".

 

وبين إلياس أن الصراع مع الاحتلال بحاجة إلى تكثيف الجهد وتحشيده وتركزيه لتشكيل ضغط على الاحتلال بطريقة مؤثرة في المحافل الدولية، رافضًا بشدة تعليق السلطة الآمال على شخصيات إسرائيلية في أعقاب إزاحة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال السابق، أو على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

وأكد أن حكومة الاحتلال الحالية لا تختلف عن سابقتها من حيث استهداف الأراضي الفلسطينية استكمالًا للمشروع الاستيطاني، مع العمل الحثيث على استجلاب المزيد من المستوطنين للاستيطان بالضفة.

 

تبييض صفحة الاستيطان

وكان الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، اتهم السلطة بممارسة الدجل السياسي ومحاولة تبييض صفحة الاستبطان، محذرا من أن صفقة ما تمت في الخفاء بخصوص هذا الأمر.

وكتب عبيدات معلقا على زيارة المبعوث الامريكي هادي عمرو لرام الله قبل اسابيع: "الخطوة الأهم وهي الأخطر وهي العمل على تبييض وجود المستوطنين والمستوطنات على الأرض الفلسطينية وشرعنتها، مقابل الموافقة على السماح للسلطة بالبناء المحدود في منطقة "ج" ،وهذه القضية على درجة عالية من الخطورة، والتي سيستغل فيها الرأي العام الفلسطيني بالخداع والتضليل، بأن هناك انجازاً سياسياً متحققاً على طريق الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال.

 

وأضاف: "أنا شخصياً أحذر بأن هذا منزلق خطر جداً، منزلق يقود إلى التسليم بأن قضية شعبنا، هي قضية مال ومشاريع اقتصادية وصفقة بلغة مستشار الرئيس الأمريكي السابق كوشنير، وليس قضية أرض ووطن وشعب يريد التحرر وإنهاء الاحتلال، وأنا لا أستبعد بأن اليد الأمريكية طرف فيما يجري من ترتيبات في قضية الشيخ جراح، وهي القبول بما عرف بتسوية قضاة محكمة "العدل" الصهيونية بالاعتراف بملكية الجمعيات الإستيطانية للأرض مقابل اعتبار سكان حي الشيخ جراح الحاليين مستأجرين محميين".

 

وتابع: "تلك الصفقة التي ستترك نتائجها وتداعياتها على غيرها من الأحياء المقدسية المهددة بنفس مصير سكان حي الشيخ جراح، احياء " بطن الهوى" في سلوان و"كبانية أم هارون" في الشيخ جراح ، وبالمناسبة هناك صفحات ممولة تديرها العديد من الجهات حول قضية حي الشيخ جراح، يبدو بأن تلك الجهات التي تديرها مرتبطة بجهات اسرائيلية وأمريكية، فهي تنظر لهذا الحل وتشن حملة على حركة حماس وقوى المقاومة متهمة إياها بأنها تسعى لتوتير الوضع وزيادة حدة المواجهات في مدينة القدس".

 

واختتم قائلا: "نعم في القريب العاجل سنشهد الكثير من الحملات الممولة والخداع والتضليل الإعلامي، والكثير من الأموال التي ستدفع لتسويق ما يجري وتصويره على أنه انتصارات فلسطينية، ولذلك المطلوب درجة عالية من الحيطة والحذر ووضوح الرؤيا".

 

 

إغلاق