هكذا لعبت السلطة الفلسطينية على إخماد نار الضفة المشتعلة نصرة لغزة

رام الله – الشاهد| أكد الباحث في الشأن الفلسطيني كريم قرط أن السلطة الفلسطينية غير معنيةً بحدوث احتجاجاتٍ شعبيةٍ واسعةٍ خشية إفلات الأوضاع في الضفّة الغربية المحتلة، وتحوّل الغضب الشعبي تجاهها لما يراه الناس من تقاعسٍ منها في التصدّي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحتّى على الضفّة نفسها.
وقال قرط في تصريح إن السلطة عملت منذ اليوم الأوّل على التحكم في بعض أدوات الاحتجاج، كالإضراب، الذي رفضته منذ البداية تحت شعار “أنّ الحياة يجب أن تستمر”، ما أسهم بتراجع الاحتجاجات والتظاهرات، لاتحوّل أيّام الاضراب إلى أيّام احتجاجٍ وتظاهرٍ، لأن الناس يتخلصون من التزامات العمل.
وأشار إلى أن السلطة قمعت علانيةً التظاهرات في رام الله وجنين وغيرها، وأدّت لإصابة واعتقال عديد المحتجين، فضلًا عن استشهاد ٦ مواطنين، بينهم طفلة في جنين برصاص السلطة الفلسطينية.
وذكر أنه ومع هدوء الشارع رويدًا رويدًا أخذت ظاهرةٌ جديدةٌ بالتصاعد، هي خروج طلاب المدارس ذكورًا وإناثًا للتظاهر، وهي حركةٌ لم يكن يتوقعها أحد. لكن السلطة الفلسطينية حولت التعليم إلى النظام الإلكتروني (عن بعد)، لمنع إمكانية تجمع الطلاب وخروجهم في تظاهراتٍ.
وأشار قرط إلى أن هذه الأمور ليست خفية، فقد شكر قادة غربيون السلطة الفلسطينية على دورها في الحفاظ على الهدوء في الضفّة الغربية، ومنع الاحتجاجات الشعبية.
كما ترافقت هذه الإجراءات -والحديث للباحث قرط- مع دخول المجتمع الفلسطيني في أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقةٍ، تمثّلت في إيقاف العمّال الفلسطينيين في الداخل عن عملهم، وتوقف رواتب السلطة الفلسطينية، عقب رفضها تسلم أموال المقاصة، ما انعكس على مجمل السوق الفلسطيني.
ونبه إلى أن السلطة سعت لاستغلال هذا الوضع الاقتصادي الكارثي، لإشغال معظم الناس في الجانب الاقتصادي، وبمستلزمات الحياة، والأقساط المترتبة عليهم من قروضٍ وشيكاتٍ وغيرها.
وذكر أنّ اجتماع هذه المركبات من شأنه حسب تفكير قادة الساطة أن يخلق حالةً سلبية تجاه الأحداث، خاصّةً إذا ترافقت مع شعور الناس بعدم جدوى التظاهرات، التي تجري في مراكز المدن بعيدًا عن المواجهة مع قوات الاحتلال، وشعورهم بأنّ المطلوب حاليًا أكبر من مجرد الاحتجاج الشعبي، نظرًا لخطر العدوان الحالي على غزّة والضفّة وهو ما سعت لتعميده أجهزة السلطة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=69894





