كاتب: طوفان الأقصى فضح قيادة السلطة وشعبنا أدرك تساوقها وعدم أهليتها

كاتب: طوفان الأقصى فضح قيادة السلطة وشعبنا أدرك تساوقها وعدم أهليتها

رام الله – الشاهد| وصف كاتب بدء السلطة الفلسطينية في محاسبة “إسرائيل” أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وعزلها رياضيًا على جرائمها ومعاقبتها بأنه “أقل مما ينبغي ومتأخرة أكثر مما ينبغي”.

وقال الكاتب المختص ماجد عزام إن التحرك جاء أقل مما ينبغي، وبالتأكيد متأخرًا أيضًا أكثر مما ينبغي، بينما جاء ترتيب بنود مشروع القرار-الشكوى الفلسطيني كارثيًا ومأساويًا.

وأوضح أنه جرى وضع بند جرائم الحرب بغزة في آخر المشروع مع تقديم بنود أخرى مهمّة ولكنها بالتأكيد أقلّ أهمية منه.

وذكر عزام أنه الآن وبعد 8 أشهر من الحرب جاء تحرّك السلطة متأخرًا جدًا لمحاسبة “إسرائيل” على جرائمها وكان يجب الانطلاق أصلًا من بند غزة أولًا، حيث جرائم القتل والقضاء على مناحي الحياة الرياضية المختلفة ضمن إيقاع نكبة جديدة، وجعل غزة غير قابلة للحياة وإبادة للبشر والحجر بمن فيهم الرياضيين باعتبارهم من النخب الذين تعمدت قتلهم أو تهجيرهم.

وأكد أن الاستهداف للرياضة كان متعمّدًا تمامًا كما رأينا في مشهد ملعب اليرموك الصادم الذي يمثل بحد ذاته جريمة ضد الإنسانية، كما تقول منظمات حقوق الإنسان عن حق، ثم الانتقال بعد ذلك إلى البنود الأخرى السابقة على حرب غزة والتي تمثل بدورها انتهاكات وجرائم بالتأكيد وتستحق المحاسبة والعقاب لكنها ليست بحجم جرائم الإبادة المرتكبة بحق الرياضة والرياضيين بغزة.

وبين أن قرار” فيفا” بتأجيل مناقشة الشكوى إلى نهاية يوليو -بعد انطلاق الأولمبياد- متوافقًا مع الخلاصات والاستنتاجات السابقة، وطلب استشارة قانونية هو نوع من المماطلة انتظارًا لانتهاء الحرب وطيّ الملف، ما يوكد الخلاصات عن ضرورة القيام بالتحرك المبكر ثم ملاحقة إيفانتينو حتى باب الفيفا.

وأشار إلى أنه بدا لافتًا وحتى مريبًا كذلك عدم التحرّك الفلسطيني المنسّق عربيًا وإسلاميًا ودوليًا أمام اللجنة الأولمبية الدولية، وطلب مقاطعة “إسرائيل” رياضيًا بصفته أي جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأوليمبية الفلسطينية أيضًا، وكان يجب السعي المبكر لمنع “إسرائيل” من المشاركة بالألعاب الاوليمبية القادمة في باريس يوليو القادم، والاستفادة من قرار محكمة العدل الدولية ثم مذكرات اعتقال الجنائية بحق المسؤولين والقادة الإسرائيليين لفرض مقاطعة وعزلة صارمة ومعاملة الرياضيين الإسرائيليين كالروس بمعنى المشاركة بدون نشيد وعلم وبشكل فردي.

وبين عزام أن واحدة من أهم دلالات “طوفان الأقصى” والحرب -التي يجري الهرب منها بمنهجية وعن عمد- تتمثل بفضح قيادة السلطة الفلسطينية الحالية التي ظهرت غير ذات صلة ومنفصلة ومنفصمة عن الشارع، وعاجزة عن تحقيق آماله الوطنية المشروعة، وتوفير الحياة الكريمة له وحتى حمايته من اعتداءات وجرائم جيش الاحتلال والمستوطنين، وتأكيد صحة المطالب الجماهيرية بضرورة رحيل القيادة والطبقة السياسية كلها.

أما الصادم أكثر فنلمسه في كون جبريل الرجوب يرى في نفسه مرشّحًا مُلائمًا لرئاسة السلطة والمنظمة وقيادة الشعب الفلسطيني، في هروب منهجي من مراجعة النهج المتبع خلال العقود السابقة بمناحيه المختلفة بما فيها الرياضية طبعًا.

وبالعموم-وفق عزام- فالبنود الأولى من الشكوى نفسها تدينه كما الطبقة السياسية كلها، كونها مستمرة منذ سنوات بل عقود طويلة صمتت وتغاضت وتساوقت خلالها مع تلك الممارسات والجرائم الإسرائيلية. ثم انتظرت 8 أشهر للتحرّك من أجل محاسبة ومعاقبة ومحاصرة وعزل “إسرائيل” بسبب جرائم الحرب والإبادة بحق الرياضة والرياضيين في غزة.

إغلاق