المواجهة التي ستكسر السلطة

جنين – الشاهد| كتب ياسين عز الدين: رغم أنه كان بإمكان السلطة تفادي الهجوم على مخيم جنين (فإسرائيل لن تجد بديلًا عنها وهي أفضل من لا شيء) إلا أن السلطة أعجز من أن ترفض الضغوط الإسرائيلية والأمريكية.
فالمواجهة هذه المرة ليست مع فصيل بل مع كامل المجتمع الفلسطيني بكافة شرائحه وفصائله، وهذا يحصل للمرة الأولى منذ تأسيس السلطة.
وقد تستطيع السلطة اقتحام مخيم جنين واعتقال واغتيال بعض شباب الـ (م) لكنها لن تستطيع القضاء على الـ (م)، بل كسبت عداوة المجتمع الفلسطيني في الضفة.
ورغم الانتقادات التي كانت توجه للسلطة إلا أن الناس بدأوا حديثًا بالتعامل مع أجهزتها كما يتعاملون مع جيش الاحتلال، وهذا لم تجربه السلطة من قبل وسيكون له ثمنًا باهظًا قد يطيح بها.
تغيرت اليوم المعادلة بشكل كامل نتيجة تراكم حالة الـ (م) في شمال الضفة منذ ثلاثة أعوام، والحرب في غزة، ومخططات الاحتلال في الضفة التي باتت تهدد الوجود الفلسطيني والناس يدركون جيدًا أن السلطة لن تفيدهم بشيء.
لحد الآن لم تقرر فصائل الـ (م) خوض مواجهة مفتوحة مع السلطة، وجهدها ينصب على ردع السلطة فقط وليس القضاء عليها، خصوصًا أن الاحتلال لن يسمح بقيام أي حكم بديل.
بقاء مؤسسات السلطة المدنية من تربية وتعليم وصحة وبلديات هي مصلحة عامة للجميع، إلا أن أجهزتها الأمنية أصبحت عبئًا كبيرًا على الشعب الفلسطيني وهنالك حالة من الغليان بل نستطيع رصد مقدمات الانفجا/ القادم.
ربما لن تسقط السلطة على المدى المنظور لكن الأضرار التي أصابت قبضتها الأمنية غير قابلة للإصلاح، وسط تدني معنويات عناصر السلطة وهنالك أنباء على سجن بعض عناصر الأجهزة الذين رفضوا المشاركة في الهجوم على جنين.
في الختام: هل ستقبل إسرائيل استمرار سلطة أوسلو في حال إنهارت منظومتها الأمنية؟ إن قضت على السلطة فستتفاقم مشاكل الاحتلال، لكن هنالك حمقى مثل سموتريتش قد يقدمون على هكذا مغامرة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=80016