“فقدت دورها ومكانتها تتقزم”.. محلل: محاولات السلطة إثبات نفسها فشلت

رام الله – الشاهد| رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام شاكر أن السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة شرعية متفاقمة، والاتصال الأمريكي بحركة حماس يعكس قلقًا بالغًا من تجاوزها سياسيًا، وتآكل دورها الرسمي.
وقال شاكر في تصريح إن مهاجمة السلطة لحوار حماس- واشنطن يوحي بوجود أزمة عميقة لدى قيادتها، التي تبدو شبه غائبة عن التطورات المتسارعة، وأن المسألة أكبر من انتقاء مفردات أو تعليقات سياسية، بل تتعلق بفقدان السلطة لدورها المحوري.
وأشار إلى أن السلطة كان يمكنها اتخاذ موقف أكثر عقلانية تجاه هذا التواصل، لكن حدة ردود الفعل تعكس خشية متأصِّلة من التغيّرات على حساب قيادة رسمية متقادمة، ليس فقط بسبب الاتصال الأمريكي، وإنما لأن التطورات السياسية والعسكرية تجاوزت دورها التقليدي، مما يقضم أكثر فأكثر من مكانتها في المشهد الفلسطيني.
وبين أن السلطة الفلسطينية تلحظ أنها لم تعد صانعة الحدث، ولا تمتلك زمام المبادرة في المشهد الفلسطيني، بل تحولت إلى متابع غير مؤثر وتلجأ إلى سدّ أبواب المشاركة التعددية والانتخابات.
ونوه إلى أن إقدام واشنطن على فتح قناة مباحثات مع حماس يُضعف آمال السلطة في أن تكون اللاعب الأساسي بترتيبات ما بعد الحرب، تحديدا في غزة، الذي راهنت على أن تؤول إدارته إليها بعد العدوان.
ولفت شاكر أن السلطة ركزت على محاولة إثبات حضورها عبر مؤشرات تكثيف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وقمع المقاومين في الضفة الغربية، و
كمحاولة لتقديم نفسها كطرف موثوق به للإدارة الأمريكية و”إسرائيل”، ومؤهل للقيام بالمهام الأمنية المطلوبة بغزة.
وبين أن ذلك تجلّى بحملات ميدانية مثل “حملة حماية وطن” بمخيم جنين، التي شملت مطاردة واغتيال المقاومين وعمّقت أزمة الثقة بالسلطة وأجهزتها في الشارع الفلسطيني.
وأكد شاكر أن اتصال الإدارة الأمريكية بـ”حماس” في عهد إدارة ترمب أثار انزعاج قيادة السلطة الفلسطينية بصفة زائدة خاصة أنّ المسؤولين الأمريكيين الجدد يتجاهلونها.
وقال شاكر إنّ السلطة لا تخشى الاتصال بحد ذاته، بقدر ما تخشى من تضافر المؤشرات على احتمال خروجها من التاريخ بينما لازالت المقاومة حاضرة وتصنع الحدث.
وأشار إلى أنه من المفارقات أن يتلازم هذا الانزعاج مع غضب الاحتلال من المباحثات الأمريكية مع “حماس”، ودلالاته المحتملة بشأن الحاضر والمستقبل.
ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة شرعية متفاقمة، في ظل غياب الانتخابات وتعطل المؤسسات التشريعية، ولا يزال محمود عباس في موقعه منذ انتخابه قبل 20 عامًا ولا مؤشرات على رغبته باللجوء إلى صناديق الاقتراع، كما أن حديثه عن إجراء انتخابات جديدة، مثلما ذكر في قمة القاهرة، رُبطت بشرط إجرائها في الضفة والقدس والقطاع، وكانت هذه هي ذريعة تعطيل الانتخابات في السابق بحجة منع الاحتلال إجرائها في القدس.
ونبه إلى امتناعه المستمر عن تطبيق مقررات اجتماعات الفصائل التي تقضي بإتاحة المجال للتعددية أو إيجاد صيغ إدارية مشتركة مثل لجنة الإسناد المجتمعي التي وقع الاتفاق عليها في حوارات القاهرة.
وختم شاكر: “الضغوط العربية والدولية على السلطة لإجراء إصلاحات جوهرية تتزايد، وسط تلميحات لإمكانية إعادة هيكلة قيادة السلطة الفلسطينية، وهو ما دفع عباس إلى تشكيل حكومة محمد مصطفى كخطوة استباقية لاستيعاب الضغوط، لكن ذلك لا يبدو كافيًا لضمان استمرار دوره”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=85048





