أبو غوش: “إسرائيل” تريد سلطة “ديكور” تحكم المدن وتنسق أمنيًا فقط

أبو غوش: “إسرائيل” تريد سلطة “ديكور” تحكم المدن وتنسق أمنيًا فقط

رام الله-الشاهد| وصف الكاتب بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش قيادة السلطة الفلسطينية اليوم بأنها ليست سوى فريق ضيق من المتنفذين وأصحاب القرار، لا تمثل الهيئات القيادية الحقيقية لمنظمة التحرير، التي تبدو مشلولة أو مغيبة عن المشهد، وتستدعى فقط لإضفاء شرعية شكلية على قرارات معدة سلفًا.

ورأى أبو غوش في تصريح أن مواقف السلطة السياسية خلال حرب الإبادة بأنها تراوحت بين الشلل والعجز، أو الاكتفاء بالمواقف اللفظية والمناشدات المجردة، مشيرًا إلى أن بعض مواقفها كانت سلبية ومضرة.

وأشار إلى أن بعضها تضمن الدعوة إلى محاسبة قيادة المقاومة وتحميلها مسؤولية منح “إسرائيل” ذرائع للحرب، بالإضافة إلى الحملات الأمنية واعتقالات واسعة نفذتها السلطة في الضفة.

وبين أن دور السلطة في مواجهة العدوان كان محدودًا وسلبيًا، إذ امتنعت عن تنفيذ قرارات الإجماع بأوقات كانت أكثر مناسبة.

وعزا ذلك إلى عقلية السلوك الاستجدائية ومحاولة إثبات جدارتها لدى الاحتلال والمجتمع الدولي، رغم أن كل تنازل منها يؤدي إلى مزيد من الضغوط الإسرائيلية على الضفة.

ووجه أبو غوش انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن دعوات الإصلاح تنقسم إلى مصدرين متناقضين ومتنافرين.

ونوه إلى أنها تصدر بعضها عن قوى وفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين، مطالبة ببناء الوحدة ودمقرطة منظمة التحرير وترتيب البيت الفلسطيني.

بينما تأتي أخرى تحت ضغوط أميركية وأوروبية تفرض شروطاً تصب في صالح الاحتلال.

وأشار أبو غوش إلى أن هذه الضغوط تشمل إصلاح المناهج التعليمية، والمالية العامة، ومنع التحريض، اختيار نائب رئيس، ومكافحة الفساد.

وشدد على أن الفساد مسكوت عنه عندما يخدم تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وبين أن “إسرائيل” لن تسمح بإجراء الانتخابات في القدس، كما أن تنفيذها بغزة مستحيل، ناهيك عن الدول المضيفة للاجئين مثل الأردن وسوريا ولبنان، ما يعكس نوايا الاحتلال في استمرار تقويض الحقوق الفلسطينية.

ورفض أبو غوش فكرة حل السلطة الفلسطينية، مؤكداً أنها ليست خياراً واقعياً، لأنها قد تضر الشعب أكثر مما تضر الاحتلال والمجتمع الدولي، كون “إسرائيل” لديها بدائل جاهزة كعصابات مسلحة أو أطراف إقليمية للتعامل مع الفلسطينيين مباشرةً، أو حتى مجالس محلية منتخبة، في محاولة لتفكيك السلطة المركزية.

ونبه إلى تزايد الدعوات داخل اليمين الإسرائيلي لتقويض السلطة، مع رغبة مركزية بإبقاء سلطة ضعيفة وخاضعة تعفي الاحتلال من المسؤولية تجاه ملايين الفلسطينيين.

وطالب أبو غوش بتغيير وظائف السلطة، إذ تقتصر مهامها على الجوانب الخدمية، بينما تترك القضايا الوطنية والسياسية والتفاوضية لمنظمة التحرير الموحدة التي تضم جميع الفصائل، كسبيل وحيد للحفاظ على المشروع الوطني.

إغلاق