قيادي فتحاوي: الزعم أن السلطة الفلسطينية منجز وطني هدفه الهروب من الاعتراف بالهزيمة

قيادي فتحاوي: الزعم أن السلطة الفلسطينية منجز وطني هدفه الهروب من الاعتراف بالهزيمة

رام الله – الشاهد| اعتبر الوزير السابق وعضو المجلس الثوري لحركة فتح حسن أبو لبدة أن استمرار التمسك بوهم “المنجز الوطني” ليس إلا هروباً من استحقاق المكاشفة والإعتراف بالهزيمة، ولو مؤقتا، وتحمل المسؤولية، والعودة للحاضنة الشعبية وثوابت القضية الفلسطينية، وتغيير المسار دراماتيكيا.

وقال أبو لبدة في منشور له على فيسبوك: “وفقاً لحدود عام 1967، تبلغ مساحة “دولة فلسطين” 6,225 كم مربع, قبل خنصرة المساحات المرشحة للسيطرة والمصادرة والضم من دولة الكيان المحتل وقوته التنفيذية العنصرية الكارهة لكل ما هو فلسطيني. بحسبة بسيطة نستنتج الحقيقة الدموية القاتلة التي تنكرها القيادة الفلسطينية وتهرب منها، حيث تقتطع دولة الكيان المحتل 182 كم مربع من مساحة غزة شرق الخط الأصفر (الذي أعلنته إسرائيل حدودها الجديدة)، و349 كم وهي منطقة القدس، و2،188 كم للمستوطنات على اختلافها، و176 كم محميات طبيعية محظورة، و1،328كم ما تبقى من منطقة C بعد تخصيص مساحة المستوطنات المخطط لضمها. يعني ان دولتنا العتيدة قد تقوم على مساحة 32% من مساحة “دولة فلسطين” المعلنة، والتي نلقن أبناءنا ونبشرهم بها، ويذوب ريعان شبابها استشهادا واعتقالا وجوعا وإبادة”.

وأضاف: “وإذا سلمنا بتطلعات اليمين الإرهابي بقيادة سموترتش، أن الضم قد يشمل لأراضي منطقة B بمساحة 1،248 كم، فإن “دولة فلسطين” لن تكون سوى مسخ جغرافي بمساحة 12.2%، أي أن مساحة دولتنا العتيدة قد تتراوح ما بين 8% في أحسن الأحوال و3% في أسوأها من مساحة فلسطين التاريخية. يعني وعلى بلاطة, “مش جايبه همها”.

وتابع: “ما أقصد قوله ردا على سيمفونية أن إقامة السلطة الفلسطينية تعتبر “منجز وطني يجب أن نتمسك به”. انها نعم، كانت كذلك عند قيامها عام 1994، واعتبارا من خريف عام 2000، فعل بها سلوكنا وممارساتنا وتساوقنا مع التجاوزات الإسرائيلية وقضم الأرض بالاستيطان، والقبول الصامت بتحول “المنجز” تدريجياً من كيان مؤقت الى دائم، وأرى ان استمرار التمسك بوهم “المنجز الوطني” رغم الحقائق الساطعة أدى ويؤدي الى ما نحن عليه اليوم”.

وختم قائلاً: “في ظل تداعيات واقعة الطوفان والحصار المالي ونفض يد الاغلبية من نهج القيادة واستكانة السلطة، وانهيار الحدود بين A, B, C، فقد آن أوان الإعتراف بالهزيمة وخطأ استمرار الحال وحتمية التغير والتغيير، ومن الشجاعة ان يعلن الرئيس أبو مازن واللجنة المركزية لحركة فتح ذلك ذلك بدون مواربة، ولنبدأ من جديد بدءً من التخلي عن وهم قدسية “المنجز الوطني”، والعودة لمرحلة رفض العيش في ظل الإحتلال الغاشم حتى وإن كنا مكرهين، بما يرتبه ذلك من استحقاقات وطنية. فالهزيمة ليست قدرا، والشعوب لا تموت وإن ماتت أحلامها “مؤقتاً”.

إغلاق