لماذا السلطة الفلسطينية أضعف من أن تحكم قطاع غزة؟

لماذا السلطة الفلسطينية أضعف من أن تحكم قطاع غزة؟

رام الله – الشاهد| قال مدير مركز “يبوس” للدراسات سليمان بشارات إن السلطة الفلسطينية قد تكون الطرف الأضعف في معادلة إدارة قطاع غزة، مشيرًا إلى أن أطرافًا عدة، لم يسمها، تحاول ممارسة “ابتزاز سياسي” مقابل إشراك السلطة بأي ترتيبات مستقبلية لإدارة القطاع.

وأوضح بشارات في تصريح أن ضعف موقع السلطة يعود بالأساس لغيابها عن قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007، ما جعل أي دور مستقبلي لها مشروطًا بسلسلة مساومات واشتراطات سياسية مسبقة.

وبين أن أولها يتعلق بطبيعة وجود السلطة في غزة، إذ يقتصر دورها على الجوانب الإدارية والتنفيذية والخدمية، دون حضور سياسي واضح أو صلاحية اتخاذ القرار المتعلق بمستقبل القطاع.

وذكر بشارات أن من بين الاشتراطات المطروحة أيضًا محاولات التراجع عن بعض المطالب، لا سيما المتعلقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بظل الاعترافات الأخيرة التي قدمتها عدة دول أوروبية.

واعتبر بشارات أن “إسرائيل تسعى إلى إبقاء المسمى السياسي للسلطة الفلسطينية ضمن إطار إدارة محلية، دون السماح لها بالتحول إلى كيان ذي صفة دولة”.

وأشار إلى أن مرجعية أي لجنة إدارية أو حكومة محتملة لإدارة غزة، وفق هذه الطروحات، قد لا تكون خاضعة لقرار السلطة الفلسطينية، وإنما لجهات أخرى مثل ما يعرف بـ“مجلس السلام”، ما يفقدها استقلالية القرار.

ونبه إلى أن هذه الاشتراطات تتقاطع مع مطالب سابقة بإصلاح السلطة الفلسطينية، تشمل ملفات الانتخابات ومكافحة الفساد المالي والإداري وإعادة هيكلة مؤسسات السلطة، وربما التوجه نحو انتخابات شاملة ضمن جدول زمني محدد.

وحذّر بشارات من أن هذه المسارات مجتمعة قد تؤدي لتحويل قضية قطاع غزة إلى معادلة سياسية–أمنية بالدرجة الأولى، مع نزع مضمونها السياسي ما يشكل خطرًا حقيقيًا على المكانة السياسية للسلطة ومستقبل الدولة الفلسطينية.

إغلاق