ماذا يحدث في الخليل؟.. ما خسرته فتح بـ”الانتخابات” تُعيده بـ”البلطجة”

ماذا يحدث في الخليل؟.. ما خسرته فتح بـ”الانتخابات” تُعيده بـ”البلطجة”

الخليل–الشاهد| فتح تكرار الحوادث الإجرامية ضد أعضاء مجلس بلدية الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة تساؤلات عن الأسباب الخفية وراء تنفيذها علانية برعاية من السلطة وأجهزتها الأمنية.

ومنذ مدار أكثر من أسبوع، تعرض أعضاء المجلس لانتهاكات وصلت حد محاولة الاغتيال بإطلاق الرصاص على المحامي عبد الكريم فراح وسط الخليل وجره أمام المواطنين ثم حرق سيارته.

ويرى مراقبون أن السلطة وقيادات حركة فتح يضغطون على من تبقى من مجلس بلدية الخليل لاستقالة أحدهم على الأقل ليفقد المجلس نصابه وبالتالي يفقد الأهلية.

ويؤكد هؤلاء أن هذه الضغوط التي تمثلت عبر عدة خطوات تمثلت أهمها تقديم أعضاء فتح داخل المجلس لاستقالتهم بشكل مفاجئ، لإسقاط المجلس البلدي المنتخب.

هدم المجلس البلدي

ويشيروا إلى أن القانون يحافظ على المجلس حتى بعد استقالة أعضاء فتح باعتبارهم أقل من 50%، تحاول الأخيرة عبر جهات أمنية الضغط باتجاه استقالة دفع عضو جديد للاستقالة لإسقاطه.

ويوضح المراقبون أن السلطة تريد تعيين مجلس بلدي على “المزاج” كما حدث في بلدية نابلس قبل أيام.

وقدم أعضاء المجلس من الحركة استقالتهم عقب وفاة عاملي البلدية، ثم تكلفت وزارة الحكم المحلي لجنة لتسيير إدارة البلدية غالبيتهم من فتح.

وتهدم فتح بذلك النتائج التي أفضت لانتخاب المجلس البلدي في الانتخابات المحلية الأخيرة، لتعيد ما خسرت بالانتخابات عن طريق العربدة.

تفاصيل الجرائم

وشهدت الخليل الأيام الماضية، فلتانًا أمنيًا واعتداءات بإطلاق النار صوب بلدية الخليل وأعضائها، وسط إدانات واستنكارات واسعة.

وتعود تفاصيل القضية لرفض المجلس البلدي توظيف أقاربهما، إذ ظل التوظيف على أساس العائلية والانتماء التنظيمي مسيطرًا على البلدية، قبل أن تنتهي مع تسلم المجلس الجديد لعمله، ما دفع المنتفعين لافتعال أزمات متلاحقة ضد البلدية.

رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة يقول إن “عزيمتنا أقوى من الفولاذ لحماية المشروع الديمقراطي وأرواحنا فداء للخليل”.

ويشير أبو اسنينة عقب الجريمة إلى أنه: “إذا كان المقصود بكل ما يجري هو الاستيلاء على حق الناخبين وحق شعبنا في اختيار من يمثله فقد خاب فألهم ولن نقبل الابتزاز ولن يحققوا مخططتهم أبدًا”.

نائب رئيس بلدية الخليل، أسماء الشرباتي تؤكد أنه من الواضح أن الأمور تتجه لمستوى غير مسبوق من الفلتان في الخليل ويريدون الضغط على أعضاء البلدية وتصفيتهم.

وتنبه إلى أه “وصلنا مرحلة اليأس من المناشدات، مؤكدة أن ما يجري أن عضو البلدية يدفع ثمن وقفته مع مصلحة البلد”.

تأن محافظة الخليل تحت ضربات الفلتان الأمني، إذ لا يكاد يمر يوم دون وقوع جريمة أو أكثر في المحافظة.

ويستخدم في غالبية تلك الجرائم السلاح الناري، وسط حالة من الصمت المشبوه من قبل السلطة وأجهزتها التي ترعى ذلك الفلتان.

شيكاغو الفلسطينية

المدينة والتي تعد العاصمة الاقتصادية الفلسطينية، أدت تلك الجرائم إلى تراجع مكانتها الاقتصادية في ظل هروب الكثير من رجال الأعمال ورؤوس الأموال إلى الخارج.

فيما تبقى كل وعودات السلطة وحكومة اشتية بالقضاء على الفلتان وهم يبيعونه للمواطنين.

ولم يعد يخفى على المواطنين أن غالبية السلاح المنتشر بين يدي البلطجية والزعران هو سلاح للسلطة أو لحركة فتح.

ورغم ذلك تسجل غالبية تلك الجرائم ضد مجهول لدى الشرطة، فيما أصبح السير في شوارع المحافظة محفوف بالمخاطر خوفاً من حدوث جريمة يستخدم فيها السلاح كما جرت العادة.

فيما أصبح مصطلح “شيكاغو الفلسطينية” دارجاً بين المواطنين على المدينة التي ينام أطفالها ورجالها ونسائها في بعض الأيام على صوت الرصاص بفعل الفلتان والشجار بين العائلات.

إغلاق