حسين الشيخ.. صبي الاحتلال الذي شارك باغتيال الرئيس عرفات

حسين الشيخ.. صبي الاحتلال الذي شارك باغتيال الرئيس عرفات

رام الله – الشاهد| لم يكن تعيين حسين الشيخ رئيساً للجنة اختيار السفراء سوى جزء من تصاعد هذا الشخص في سلم المناصب الرفيعة لدى السلطة الفلسطينية.

ومن المنتظر أن يكمل الشيخ سلسلة صعوده المثير للجدل عبر تعيينه المنتظر كنائب لمحمود عباس في رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

حسين الشيخ كان منذ ظهوره مثيراً للجدل ومصحوباً بعلامات استفهام كبيرة حول أدواره التي لعبها في ترسيخ التنسيق الأمني مع الاحتلال، فضلاً عن كراهيته من قبل غالبية مسؤولي السلطة الذي ينظرون إليه بعين الحسد على سرعة صعوده.

والشيخ بدأ حياته السياسية كموظف صغير في منظومة التنسيق الأمني التي كان يديرها قريبه الوزير جميل الطريفي، والذي مهم لحسين لكي يشق طريقه إلى قلب وعقل المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي أحبته ورأت فيه رجلها المخلص.

وينتمي حسين الشيخ لعائلة الطريفي، وهي عائلة معروفة بعلاقاتها القديمة مع الاحتلال الإسرائيلي، فوالده الروحي جميل الطريفي، رجل أعمال ومسؤول سابق، لعب دورًا كبيرًا في تسهيل صعوده السياسي، من خلال شبكات النفوذ والتصاريح والامتيازات الاقتصادية.

هذا الصعود لم يكن وليد كفاءة أو إنجاز وطني، بل نتيجة تراكُم علاقات أمنية وتجارية معقدة، بعضها يحمل شبهات عميقة لم تُفتح ملفاتها حتى اليوم.

ولم تكن مجلة “فورين بوليسي” وحدها من وصفت حسين الشيخ بأنه “رجل إسرائيل في رام الله”، فقد نقلت المجلة عن مسؤول استخباري إسرائيلي قوله صراحة: “إنه رجلنا”، في إشارة إلى حجم التنسيق الأمني والاعتمادية المتبادلة بينه وبين الاحتلال.

وهذا التناغم لم يُثمر إلا عزلة داخلية ورفضًا شعبيًا متزايدًا له، رغم حصوله على دعم إقليمي ودولي من مصر، الأردن، السعودية، والولايات المتحدة.

كما كشفت وثيقة مسرّبة من اجتماع لجنة التحقيق في وفاة الطبيب الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات، الدكتور سعيد درّس، أن حسين الشيخ كان على رأس قائمة المطلوبين للتحقيق بتهمة محتملة في مقتل الطبيب، والذي ترتبط وفاته بشبهات حول عملية اغتيال عرفات نفسها.

الوثيقة المؤرخة بـ14/9/2014، والتي نُوقشت فيها تفاصيل الملف بحضور شخصيات أمنية وقيادية بارزة مثل توفيق الطيراوي، مازن عز الدين، ومحمد إسماعيل، تضمنت دعوات صريحة لاعتقال الشيخ والتحقيق معه، خصوصًا بعد إثبات أن درّس مات مقتولًا، وأن حسين الشيخ كان قد رتب العلاقة بينه وبين أبو عمار، وفق إفادة أحد أعضاء اللجنة.

وتساءلت اللجنة عن سبب إخفاء الملف الطبي من المستشفى الفرنسي، وعن دور ابن خالة حسين الشيخ في الحادثة، وسط توصيات بمتابعة مكالماته الهاتفية مع الطبيب، واعتباره طرفًا يجب التحقيق معه لا مجرد الاستماع إليه كشاهد.

أما داخل حركة فتح، فيواجه حسين الشيخ رفضًا متصاعدًا من قيادات بارزة مثل محمود العالول، جبريل الرجوب، عباس زكي، وتوفيق الطيراوي، الذين يرفضون تفرده بالمناصب الحساسة داخل المنظمة، ويرون فيه استمرارًا لنهج الإقصاء الذي مارسه عباس.

ومع تصاعد الحديث عن تعيينه نائبًا للرئيس، يتزايد الغضب من تجاهل النظام الداخلي للمنظمة، خاصة أن المجلس الوطني لم يُعقد منذ 2018، والمجلس المركزي لا يملك صلاحية تعيين نائب للرئيس وفق النظام الأساسي.

وترشيح حسين الشيخ لخلافة عباس ليس مجرد مسألة سياسية عابرة، بل يمثل تحديًا حقيقيًا لشرعية النظام الفلسطيني ومستقبله.

إغلاق