بضغط سعودي.. عباس في لبنان خلال أيام لنزع سلاح المقاومة بالمخيمات

بيروت – الشاهد| يضع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على جدول زيارته المقررة إلى لبنان في 19 مايو الجاري خطة تقضي بنزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية في المخيمات بضغط سعودي مع “استخدام القوة إن لزم الأمر”.
وكشف “ميدل إيست آي” البريطاني عن أن عباس سيزور بيروت للقاء الرئيس اللبناني ومسؤولين كبار آخرين و عن نزع سلاح حركة فتح التي يتزعمها، والفصائل الفلسطينية الأخرى بمخيمات اللاجئين في بيروت وفي أنحاء لبنان.
وأفادت مصادر فلسطينية وعربية بأن عباس وافق بالفعل على خطة لنزع سلاح فتح من المخيمات.
يذكر أن الفصائل الفلسطينية وما معها من سلاح في المخيمات معترف به من الدولة اللبنانية، منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان بموجب اتفاق الطائف عام 1990.
ووفق المصادر التي تحدثت للموقع البريطاني فإن عباس سيدعو صراحةً الفصائل االأخرى (غير فتح التي يتزعمها) والتي تقاتل ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى نزع سلاحها.
وذكر تقرير “MEE” أن الخطوة من المرجح أن تلقى ترحيباً واسعاً في تل أبيب، لكنها ستثير اضطرابات خطيرة داخل المجتمع الفلسطيني.
وإذا رفضت الفصائل تسليم سلاحها فستسهدغ بعملية عسكرية كبيرة، وسيتعامل معهم على أنهم خارجون عن الدولة اللبنانية، وفق المصادر للموقع البريطاني.
وسيوفر عباس غطاءً سياسياً لهذه العملية على اعتبار أنه رئيس السلطة الفلسطينية رئيس منظمة التحرير التي تضم عديد الفصائل الفلسطينية بينها حركة فتح التي يتزعمها عباس.
وأفاد مصدر فلسطيني بأن عباس ينوي تشكيل لجنة أمنية مكلفة بالإشراف على عملية نزع السلاح ووضع جدول زمني واضح لتسليم السلاح من مخيمات لبنان.
وحال عدم امتثال الفصائل لتوجيهات الدولة اللبنانية وقرار عباس، فإنها ستفقد كل الدعم التنظيمي والسياسي، ما يمهد الطريق أمام عمل عسكري من القوات اللبنانية لنزع سلاح الجماعات المتمركزة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.
كما كشفت المصادر عن أن قرار عباس بنزع سلاح حركة فتح والفصائل الأخرى جاء بناءً على طلب سعودي، نُقل عبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود.
وتأتي زيارة عباس بعد وقتٍ قصير من إصدار أعلى هيئة أمنية في لبنان تحذيراً لحركة حماس في 2 مايو الحالي، مُهددة إياها بـ”أقسى الإجراءات” إذا شنت هجمات على “إسرائيل” من الأراضي اللبنانية.
وجاء بيان المجلس الأعلى للدفاع، عقب سلسلة اعتقالات طالت لبنانيين وفلسطينيين يُزعم تورطهم في إطلاق صواريخ عبر الحدود استهدفت شمال “إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة.
وتتواجد الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات بحكم وجود مئات آلاف الفلسطينيين ممن هجرتهم قوات الاحتلال من بلادهم عام 1948، فيما لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان محرومين من حقوقهم المدنية الأساسية، بما في ذلك ممارسة العديد من المهن والحق في التملك.
ولا زالت مذبحة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية بالتعاون مع ميليشيات لبنانية حليفة، تهيمن على ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين وتشعل المخاوف في أوساطهم، وهو ما دفع أغلب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لمساندة الفصائل المسلحة المتواجدة في المخيمات، على اعتبار أنها السبيل الوحيد للحماية في حال حدث اعتداء اسرائيلي، أو في حال اشتعل صراع داخلي لبناني.
وكانت مجزرة “صبرا وشاتيلا” حدثت بعد تنفيذ “اتفاق فيليب حبيب”، الذي تم التوصل إليه أواخر العام 1982 بين منظمة التحرير و”إسرائيل برعاية أمريكية.
وبموجب الاتفاق غادر المسلحون الفلسطينيون لبنان شريطة حماية المخيمات وألا يمس المدنيين الفلسطينيين، لكن القوات الاسرائيلية وميليشيا لبنانية حليفة نقضت العهد.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87850