عمر عساف: السلطة انفصلت عن الشعب الفلسطيني بتعويلها على وهم التسوية

عمر عساف: السلطة انفصلت عن الشعب الفلسطيني بتعويلها على وهم التسوية

رام الله – الشاهد| أكد الناشط والمحلل السياسي عمر عساف، ان استمرار تعويل السلطة على الدور الأمريكي يعني ابتعادها بالضرورة عن الاجماع الوطني، مشددا على ان هذا السلوك يدمر القضية الفلسطينية ويهدر حقوق الشعب الفلسطيني.

 

وقال عساف إن السعي وراء الإدارة الأمريكية هو استمرار في الركض وراء السراب، فبعد ربع قرن لم تستخلص سلطة أوسلو العبرة من كل الدمار الذي سببه هذا المسار لشعبنا وشأنها شأن كل من راهن على الولايات المتحدة لم يحصد إلا الوهم، وآخرها كان حكومة أفغانستان، وهذا ما حصده ويحصده فريق أوسلو".

 

وأضاف: "استمرار السلطة بالتعويل على أمريكا، دلالة أن السلطة وصلت إلى حد الإفلاس على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو مؤشر على أن هذه السلطة انفصلت عن شعبها وتضحيات شهدائه ومناضلي ومعاناة الأسرى وأنها تواصل ذات الطريق وهو طريق التفريط والتنازلات المجانية".

 

وحذر من أن التعويل على الدور الأمريكي إشارة إلى أن السلطة لا تريد وحدة وطنية ولا تريد تغييرا في هذا النهج المدمر الذي ألحق بشبعنا أفدح الأضرار من حيث التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتراجع مكانة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي وفتح الطريق أمام المطبعين العرب للانخراط في مسار التطبيع الاستسلامي

 

واعتبر أن اللقاء الذي جمع بين جو بايدن ومحمود عباس ليس أكثر من لقاء برتوكولي حيث يزور بايدن كنيسة المهد، موضحا أن عباس يرى في هذا اللقاء إضفاء وتعزيزا للشرعية التي يفتقدها عمليا منذ 12 سنة وربما يسعى من هذا اللقاء للحصول على بعض المساعدات المالية للسلطة وبعض التسهيلات الإسرائيلية في سياق السلام الاقتصادي.

 

وذكر عساف أن القضايا الرئيسة: الأرض والاستيطان واللاجئين والقضايا السياسية ليست في جدول أعمال بايدن، معتبرا تسويق عبارة التمسك "بحل الدولتين" هو مجرد "ذر الرماد في العيون" خصوصا أن بايدن قال، إن الحل ليس واردا في هذه المرحلة.

 

رفض شعبي

ونظم عشرات المواطنين الفلسطينيين، ظهر اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية في بيت لحم رفضاً لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، وتأكيدا على رفضهم لسوك السلطة بشراء الوهم من الإدارة الامريكية.

وأكد المحتجون في هتافاتهم الغاضبة تنديدهم بالزيارة والسياسة الأمريكية المنحازة والداعمة للاحتلال، ورددوا عار من قبيل "يا بايدن برا برا.. فلسطين أرض حرة"، "أمريكا راعي الإرهاب واحنا منها ما بنهاب". 

 

وشارك عدد من النشطاء في تلك الوقفة، حيث أكد الصحفي إياد حمد إن بايدن غير مرحب به في فلسطين، لأنه متحيز بشكل كامل للاحتلال ولقتلة الصحفية شيرين أبو عاقلة.

 

كما أكد عضو لجنة التنسيق الفصائلي بهاء محمد، أن زيارة بايدن لبيت لحم جاءت لبيع الوهم لقيادة السلطة، وأن التجربة مع الإدارة الأمريكية مريرة ولم تعط شيء للفلسطينيين.

 

بدوره، اعتبر عضو لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم أبو عامر رحال، أن الحلول الاقتصادية والسلام الاقتصادي لا يلبي الحد الأدنى للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة.

 

كما شدد مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنوب الضفة المحامي فريد الأطرش، إن الشعب الفلسطيني طلاب حرية، وقضيتنا قضية حقوقية لشعب يرزح تحت الاحتلال، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله ولا يتوقع شيء من زيارة بايدن.

 

ووصل بايدن يوم الأربعاء إلى فلسطين المحتلة، والتقى برئيس السلطة محمود عباس ظهر اليوم الجمعة في بيت لحم لأقل من ساعة فقط.

 

استجداء الحل الامريكي

ولم يسفر اجتماع بايدن وعباس سوى مزيد من الاستجداء للإدارة الأمريكية والاحتلال مجدداً من أجل العودة لطاولة المفاوضات على الرغم فشل ذلك المسار منذ عشرات السنوات، بل وخسارة الفلسطينيين للكثير من حقوقهم وأراضيهم.

وقال عباس في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ظهر اليوم في بيت لحم: "أمد يدي إلى "إسرائيل" لتحقيق سلام الشجعان وهذا ما واصلنا فعله منذ اتفاق أوسلو".

 

ودعا عباس لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ورفع منظمة التحرير من قائمة الإرهاب، ولإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري ونتطلع لجهود وقف الاستيطان وعنف المستوطنين.

 

إغلاق