هكذا تحولت السلطة لأداة وظيفية بلا كرامة وتخدم أجندة الاحتلال

هكذا تحولت السلطة لأداة وظيفية بلا كرامة وتخدم أجندة الاحتلال

رام الله-الشاهد| قال الكاتب السياسي حاتم أبو شمالة إن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى يخرج بتصريح يطالب فيه حركة حماس بتسليم سلاحها وإنهاء سيطرتها على غزة، متجاهلًا واقع المجاعة والقصف والانهيار الذي يعيشه أهل القطاع.

وأوضح أبو شمالة في تصريح أن مصطفى يحاول يقدّم نفسه كزعيم بينما لا يملك أي شرعية حقيقية، ولا تاريخ نضالي، بل مجرد واجهة فُرضت بفعل التنسيق الأمني.

وذكر أن دعوته لتسليم أوراق القوة لا تخدم إلا الاحتلال، وتهدف لضمان استقرار أمنه عبر إضعاف المقاومة وتجريد الناس من أدوات الصمود.

وأكد أبو شمالة أن هذا الخطاب لا يُعبّر عن مشروع وطني، بل عن سلطة مستسلمة، تحوّلت إلى أداة وظيفية بلا كرامة، تُنكر على شعبها حقه في الدفاع والبقاء.

وتتصاعد الانتقادات الموجهة إلى السلطة الفلسطينية بوصفها خرجت عن وظيفتها الوطنية وتحولت تدريجيًا إلى أداة تخدم الاحتلال، سواء عبر التنسيق الأمني أو من خلال سياسات داخلية تُضعف النسيج المجتمعي الفلسطيني.

هذا الاتهام لم يعد حكرًا على فصائل المقاومة، بل باتت تردده أوساط شعبية وحقوقية وشرائح واسعة من المجتمع المدني، مستندة إلى سلسلة ممارسات تعزز هذا الانطباع.

أبرز هذه الانتهاكات استمرار التنسيق الأمني رغم العدوان المستمر على غزة والضفة، وحملات الاعتقال السياسي ضد النشطاء والطلبة، والتضييق على الحريات، مع غياب أي أفق سياسي أو مقاومة فعلية للمشروع الاستيطاني.

وتُتهم السلطة بلعب دور الحاجز الأمني بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، عبر أجهزة أمنية تتلقى تدريبات وتمويلًا جزئيًا من الخارج، ولا تُوجَّه بوصلتها نحو الاحتلال بقدر ما تُستخدم لقمع الداخل.

يعزز التحول شعورًا متناميًا بالشارع الفلسطيني بأن السلطة لم تعد تمثل طموح التحرر الوطني، بل تُدار وفق منطق “الوظيفة”، بنظام حكم قائم على التنسيق والمصالح، بعيدًا عن مشروع المقاومة، ما يجعل من مراجعة الدور السياسي والأمني للسلطة أولوية في أي حوار وطني قادم.

إغلاق