السلطة الفلسطينية.. ضم الضفة يواجه برهان على الوهم و”عرابين الطاعة”

السلطة الفلسطينية.. ضم الضفة يواجه برهان على الوهم و”عرابين الطاعة”

رام الله- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل الريماوي إن موقف السلطة الفلسطينية التي تواصل الرهان على وهم الدولة الموعودة، والتنسيق الأمني مع عدو يعلن جهارًا أن لا مكان لها ولا لدولتها ولا حتى لرمزيتها هو أكثر ما يثير الغضب والدهشة.

وذكر الريماوي في مقال أن هذه الرهانات في وقت يؤكد وزير المالية الإسرائيلي بتسائيل سموتريتش أن السلطة إلى مزبلة التاريخ، بينما هي تحاول تقديم “عرابين الطاعة”، عبر التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة، وكتم الغضب الشعبي، وتثبيت الاستقرار بالضفة ليواصل الاحتلال ضم الأرض، وبناء المستوطنات، وتشديد الخناق على غزة.

وأوضح أن الأكثر سخرية أن هذه السلطة لا تحظى بأي احترام حتى من حلفائها المفترضين، إذ تفرض عليها الولايات المتحدة العقوبات وعلى مسؤوليها، أو تهمشها في المؤتمرات، أو تستخف بوجودها أمام كل طرح جدي أو زائف للحلول، ورغم كل هذا، لا تزال تصر على دورها البائس، وكأنها آخر من يعلم أنها فقدت كل مقومات البقاء والشرعية.

ونبه الريماوي إلى أن الاحتلال أنه أمام “فرصة تاريخية” لفرض السيادة على الضفة وغزة، وهي ليست مجرد كلمات للاستهلاك الداخلي، بل خطة عملية بدأت منذ زمن.

وأوضح أن التهويد المتسارع في القدس، ضم مناطق (ج) تدريجياً، تشديد الحصار على غزة، وتفريغها بالقصف والتجويع لدفع السكان نحو النزوح القسري، كل ذلك يجري تحت سمع العالم وبصره، دون أي مساءلة أو ضغط حقيقي، بل في ظل تواطؤ غربي مكشوف وصمت عربي مدوٍّ.

وأكد أن تصريحات سموتريتش ليست زلة لسان ولا موقفاً شخصياً، بل هي التعبير الأكثر وضوحًا عن توجه استراتيجي بإسرائيل، والتحدي الآن ليس باستنكار هذه التصريحات أو استغرابها، بل في الرد عليها، والرد لا يكون بالتنديد الإنشائي، بل بمراجعة شاملة للخيارات السياسية الفلسطينية، والعودة إلى الثوابت الحقيقية للصراع، والتوقف عن ملاحقة السراب.

وختم الريماوي أنه وفي لحظة كهذه، لم يعد هناك مكان للحياد او للوسط الرمادي، فإما نحن أو هم، كما قال سموتريتش، ولكن بشروطنا نحن، لا بشروط الاحتلال.

إغلاق