كلاب حراسة.. “إسرائيل” تزرع مراكز شرطة للسلطة بالضفة لإنهاء المقاومة

كلاب حراسة.. “إسرائيل” تزرع مراكز شرطة للسلطة بالضفة لإنهاء المقاومة

جنين – الشاهد| في مشهد يكشف حجم تواطؤ السلطة الفلسطينية، فرض جيش الاحتلال 3 شروط لانسحابه من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة وهي حظر أي نشاط لوكالة “أونروا” ومنع عودة أي نشاط سياسي وإقامة مراكز شرطة للسلطة الفلسطينية داخله.

هذه الشروط، التي تبدو كإملاءات صارمة من الاحتلال، تحولت إلى خدمة مجانية لمصالح السلطة، وكأنها الهدية التي لطالما انتظرتها. الاحتلال يريد مركز شرطة لضمان إخماد المقاومة، والسلطة ترى فيه “تحقيقًا للأمن” و”استقرارًا” على طبق من ذهب، بمباركة جنود الاحتلال أنفسهم.

لم تكن هذه الخطوة سوى استكمال لمسار تعاون السلطة مع الاحتلال الذي بدأ منذ اتفاق أوسلو عام 1993، إذ تفرغت السلطة للمهام الأمنية وفرضت قيودًا صارمة على المقاومة، ما أسهم بتراجع واضح في قدرة الفصائل على المقاومة المنظمة.

اجتياحات الاحتلال المتكررة لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، مثل جنين وبلاطة، تصاحبها اعتقالات واغتيالات تستهدف قيادات المقاومة، والسلطة تلعب دورًا فاعلًا في قمع المقاومة عبر التنسيق الأمني المباشر مع الاحتلال، ما يضعف روح المقاومة ويزيد من تفتيت الوحدة الوطنية.

هكذا، تتحول المخيمات من معاقل للمقاومة إلى مناطق خاضعة لحراسة قوات الشرطة في السلطة، التي تنسق أمنياً مع الاحتلال لفرض “الهدوء”، على حساب حقوق شعب يعاني الاحتلال ويرفض الذل.

هذا المشهد يختصر واقعًا مريرًا: سلطة ترضى بأن تكون أداة لقمع أبناء شعبها، وجيش احتلال يضمن بقاؤه عبر فرض شروط تهدف إلى إخضاع المقاومة وإجهاضها، في صفقة أمنية تفقد القضية الفلسطينية جوهرها النضالي، وتثبت أن الحماية الوطنية أصبحت بيد من خانوا دماء شعبهم.

إغلاق