هكذا تطلق السلطة النار على قلبها بخدمة أجندة الاحتلال

رام الله-الشاهد| قال الكاتب السياسي محسن صالح إن قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تظهر اندفاعًا لافتًا بمحاولة إيجاد موقع لها داخل “الرضا الترامبي”، رغم استبعادها من محافل واتصالات دولية مرتبطة بخطط الإدارة الأميركية لغزة.
وأوضح صالح في مقال أن السلطة لم تحصل حتى على “فيزا” لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، ولم تدرج في خطة ترمب لإدارة غزة، ولم تدع لمؤتمر شرم الشيخ، قبل أن يلتفت إليها فقط في الوقت الضائع.
ومع ذلك، رأى أن قيادة السلطة سعت بقوة إلى تقديم نفسها طرفًا مقبولًا في الترتيبات السياسية التي يجري إعدادها.
وبين صالح أن السلطة، ولإثبات التزامها بالمعايير الإسرائيلية والأميركية، أغلقت الباب أمام حركة حماس وفصائل المقاومة ومعارضي اتفاق أوسلو من المشاركة بأي انتخابات مقبلة للمجلس الوطني أو المجلس التشريعي أو الهيئات القيادية والالتزام الصريح بهذه الاتفاقيات، ومتعهدة بنزع سلاح حماس حال تسلمت إدارة القطاع.
وأشار صالح إلى أن قيادة السلطة ظنت أن الاستجابة لهذه الشروط قد تخولها الانفراد بالحكم وإقصاء أبرز منافسيها بغطاء عربي ودولي، لكنه شدد على أن استهداف حماس والمقاومة يشكل خطوة تمهد لشطب السلطة نفسها، مستحضرا مقولة “الثور الأبيض” للدلالة على خطورة هذه المقاربة.
وبين أن السلطة رغم إدراكها لحجم الرفض الشعبي، واصلت تنفيذ ما يطلبه الإسرائيليون، من ملاحقة للمقاومة وتطويع للبيئة الشعبية في الضفة ووقف مخصصات عائلات الشهداء، مع حملات تشويه للمقاومة وتحميلها مسؤولية جرائم الاحتلال، فضلاً عن التواصل السري مع ميليشات مسلحة بغزة ودعمها.
وقال صالح إن هذه السياسات صبت مباشرة في خدمة أجندة الاحتلال، التي تهدف لشطب قضية فلسطين، معتبرًا أن السلطة لم تطلق النار على قدميها فحسب، بل على قلبها أيضًا.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=96394





