أجهزة السلطة ومحاكمها ترفع وتيرة الاعتقالات والمحاكمات السياسية بالضفة

أجهزة السلطة ومحاكمها ترفع وتيرة الاعتقالات والمحاكمات السياسية بالضفة

الضفة الغربية – الشاهد| شنت أجهزة السلطة خلال الساعات والأيام الماضية حملة اعتقالات طالت أكثر من 16 مواطناً في الضفة الغربية على خلفية الرأي والتعبير والكتابة على المنصات التواصل الاجتماعي.

ونقلت أجهزة السلطة المعتقلين إلى سجن أريحا، إذ عرضت 10 منهم صباح الأمس على محاكمها، وقامت بتمديد اعتقالهم 15 يوماً، ووجهت إليهم تهمة إثارة النعرات الطائفية.

تجيير القانون بصورة سيئة

وتتخذ السلطة ومحاكمها من ذلك القانون، أداةً لملاحقة النشطاء والصحفيين والمعارضين لها، على الرغم من الانتقادات الحقوقية المحلية والدولية للسلطة ومحاكمها جراء استخدام ذلك القانون وتجييره بصورة سيئة لانتهاك حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير.

وقالت مجموعة محامون من أجل العدالة، إن "الاعتقالات السياسية التي تمارسها الأجهزة الأمنية واشتدت حدتها يوم الخميس الماضي تتعارض مع مرسوم الحريات الصادر عن رئيس السلطة الفلسطينية بشكل صريح وواضح".

اعتصام وسط رام الله

وقرر أهالي المعتقلين السياسيين في سجون الضفة عقد وقفة احتجاجية مساء اليوم الخميس، على دوار المنارة وسط رام الله، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم لا سيما وأنهم جزء منهم هم طلبة جامعيون وينتظرون تقديم الامتحانات النهائية.

واشتكى عدد من المعتقلين تعرضهم للشبح والتعذيب في سجن أريحا، والتهمة كانت هي بسبب منشور داعم للمقاومة خلال الأيام الماضية والتي شهدت هبة القدس وحرب غزة، ومن بين المعتقلين مهدي أبو عواد ومصطفى الخواجا وأكرم سلمة وأنس قزاز وحسام عمارين وآخرين.

إخماد الضفة

وتهدف السلطة وأجهزتها من رفع وتيرة الاعتقالات إلى إخماد نار الثورة والانتفاضة التي تعيشها الضفة الغربية منذ فترة طويلة، والتي زاد نارها بعد هبة القدس وحرب غزة.

وكان المختص في الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلية -كان- غال بيرغر نقل عن مسئول كبير في السلطة الفلسطينية قوله إنهم يراقبون الأحداث عن كثب بالضفة الغربية ويتأكدوا باستمرار من أنها لن تخرج عن السيطرة.

وأوضح بيرغر أن المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته طالب "إسرائيل" باسقاط حكم حماس في غزة، قائلا له: "يجب ألا تخرج حماس من هذه الحملة بانتصار، لأن هذا سيؤدي إلى ضرر استراتيجي للمنطقة بأكملها".

ما نقله بيرغر عن المسئول في السلطة ترافق مع التسريبات التي خرجت من لقاء مدير مخابرات السلطة ماجد فرج مع وفد أمريكي برئاسة المبعوث للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو في مدينة رام الله صباح الاثنين، والذي تطرق بشكل أساسي إلى تأكد الأمريكيين بأن الضفة لن تخرج عن السيطرة.

أجهزة مرتبطة بالاحتلال

وأعلن عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح ناصر القدوة أن جزء كبير من أجهزة السلطة مرتبط بالاحتلال، وهو أمر أسوأ من مجرد تنسيق أمني معه كما تروج السلطة.

وقال القدوة في مقابلة ديفيد هيرست مدير تحرير موقع ميدل إيست آي الاثنين الماضي، أن ما يجري من تعاون أمني مخالف للمصالح الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعب.

حديث القدوة جاء رداً على مقابلة للمتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة والتي أكدت خلالها على أهمية التنسيق الأمني مع الاحتلال، مشدداً على أنه مستمر وهو مظهر من مظاهر سيادة السلطة.

إغلاق