إيكونوميست: عباس ضعيف ومتهالك والتسوية ساهمت بازدهار الاحتلال

إيكونوميست: عباس ضعيف ومتهالك والتسوية ساهمت بازدهار الاحتلال

رام الله – الشاهد| قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن رئيس السلطة محمود عباس ضعيف ومتهالك، وأن عملية التسوية التي أفرزتها اتفاقية أولوا ساهمت في تحصين الاحتلال ومنحه المجال توسيع رقعة تواجده على حساب الاراضي الفلسطينية.

 

وذكرت المجلة في افتتاحيتها، أن مواصلة العملية السلمية على أمل تحقيق اختراق هو مجرد فانتازيا، وهي مجرد تظاهر بأن الظروف على الأرض، من ناحية التوسع الاستيطاني المستمر وسيطرة إسرائيل على شرقي القدس والخلاف بين الضفة الغربية وغزة، مجرد معوقات وليست حواجز لا يمكن التغلب عليها.

 

وأكدت أن العملية السلمية منحت إسرائيل الغطاء كي تحصن الاحتلال الذي يبدو دائما وأسهمت في تعفن السياسة الفلسطينية.

 

وأشارت إلى الكيفية التي تغير فيها الموقف الأمريكي، ففي 1968 أرسل سلف بلينكن، دين راسك، رسالة شديدة اللهجة إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، لاحظ فيها أن إسرائيل تخطط لإنشاء مستوطنات مدنية في الضفة الغربية المحتلة والتي قال إنها لا تخرق ميثاق جنيف بل وتعطي مظهرا أن إسرائيل لا ترغب بتسوية تتضمن انسحابا من المناطق.

 

وقالت إن اليوم يعيش في المستوطنات حوالي 440.000 مستوطن وهو رقم زاد أربعة أضعاف منذ أوسلو، لافتة  الى ان المستوطنين يرون أن كل تلة أو بيت يسيطرون عليه يجعل من الصعوبة على إسرائيل التخلي عن الضفة.

 

وذكرت ان المستوطنين نجحوا في تخريبهم إلا أن عليهم القلق، نظرا لعدم وجود زعيم فلسطيني يعقد صفقة معهم. فمحمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الذي يحكم منذ 2005، لا يحظى بشعبية وتطالب نسبة 68% من الفلسطينيين برحيله. وهو بدون شرعية ويحكم بالمراسيم، لا يتحدث بالضرورة نيابة عن كل الفلسطينيين، وليسوا كلهم خاضعين لسيطرته.

 

وأوضحت المجلة أن اندلاع الاضطرابات من القدس إلى داخل إسرائيل والضفة ومن ثم المواجهة في غزة. ولكن في الأوقات العادية فالقيادة الفلسطينية راضية بهذه الوضع للحفاظ على اقطاعياتها.

 

وترى المجلة أن حماس تتمتع بشعبية بسبب عجز القيادة الفلسطينية، فعباس (85 عاما) كبير بالعمر ليعرف الوضع قبل نشوء إسرائيل لكن الكثيرين ممن ولدوا بعد نشوء السلطة لا يعرفون الحال السابق، وكانت السلطة عبارة عن نواة لدولة فلسطينية أما اليوم فهي مجرد موزع للرواتب وتنسق أمنيا مع إسرائيل.

 

وبيَّنت أن الولايات المتحدة قدمت للسلطة الوطنية منذ عام 1994 خمسة مليارات دولار، لافتة الى أن الكثيرون يتساءلون أين ذهبت وهم يسافرون على الطرق المليئة بالحفر ويزورون المستشفيات المزدحمة.

 

ونوهت الى أن عباس اليوم مهتم بمحاكمة المعارضين للفساد أكثر من الفاسدين، موضحة غالبية الفلسطينيين تعترف بفساد وديكتاتورية قيادتها. ولكن فتح تتمتع بشرعية دولية لقبولها بالتنازلات التي أصبحت سرابا، وفي المقابل ترفض حماس التنازل وتعد بالتحرير.

إغلاق