خلصونا منه.. صحيفة: عباس طلب من فرج تصفية بنات

خلصونا منه.. صحيفة: عباس طلب من فرج تصفية بنات

الضفة الغربية – الشاهد| كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس طلب من مدير جهاز المخابرات العامة ماجد فرج تصفية الناشط نزار بنات.

وذكرت الصحيفة أنها حصلت على معلومات من مصادر في السلطة طلبت عدم ذكر اسمها حول التخطيط وتنفيذ جريمة الاغتيال، والتي بدأت بتقديم خطة لعباس بخصوص اغتياله.

وقالت الصحيفة: قبل أيام من عملية الاغتيال، قدم مسؤول جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، لرئيس السلطة ورقة تقدير موقف حول تراجع مكانة السلطة وتدني التأييد الشعبي لها إلى مستويات تاريخية في استطلاعات الرأي العام.

تقدير موقف

وأشار فرج في تقدير الموقف إلى عدة عوامل تسببت بهذا التراجع، من ضمنها وجود أشخاص دأبوا على مهاجمة السلطة وقادتها وحكومة حركة "فتح" وإثارة القضايا ضدّها، وآخرها قضية صفقة اللقاحات منتهية الصلاحية.

وذكر من بين أبرز هؤلاء نزار بنات، الموجود في مدينة الخليل في الضفة الغربية، والذي بات محركاً رئيساً للرأي العام ضدّ السلطة، بحسب الورقة.

ولفت فرج إلى أن نتائج المعركة الأخيرة في قطاع غزة، وما رافقها من تجرؤ الكثير من الفلسطينيين على السلطة، يشكل تهديداً حقيقياً للأخيرة، ويضعف دورها والدعم الدولي المقدم لها من عدة جهات أبرزها الاتحاد الأوروبي، ويولد ضغطاً كبيراً عليها، في ظل محاولات من قبل خصوم فتح لوراثتها والسيطرة على القرار والقيادة الفلسطينيين.

بعدها بيومين، وخلال اجتماع عقده عباس وضم عدداً من كبار قادة السلطة وحركة فتح، ذكر أبو مازن، بحسب المصادر الرفيعة نفسها، الناشط نزار بنات، متسائلاً عن سبب عدم إسكاته إلى الآن، ليجيب عليه ماجد فرج بأن بنات "مختف عن الأنظار حالياً، وسنصل إليه قريباً"، ليرد عباس: "خلصونا منه!".

وفهم من كلام عباس أنه يوفر غطاءً لقتل نزار بعد عشرات المحاولات لإسكاته عن طريق الاعتقالات عبر النيابة العامة وتلفيق الاتّهامات له، واتصالات التهديد والوعيد، وصولاً إلى إطلاق النار على منزله وغرفة نومه وتكرار اقتحام بيته من قبل أجهزة السلطة خلال الفترة الماضية.

وبعد الاجتماع، صدرت الأوامر لـ"اللجنة الأمنية المشتركة"، التي تتشكل من قوى أمنية مختلفة أبرزها جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الوقائي، بالبحث عن بنات لإسكاته بأي وسيلة، ليتبين أنه غير موجود في منزله منذ فترة، وأنه يقيم لدى أقاربه في الخليل في منطقة خاضعة لسلطة الاحتلال الأمنية بشكل كامل (ضمن مناطق ج).

بعد وقت قصير، وليلة تنفيذ الاغتيال، نسقت أجهزة السلطة مع الاحتلال للسماح بدخول دورية تابعة للسلطة لاعتقال مطلوبين من المنطقة، على ما كان معتاداً طيلة السنوات الماضية، وأيضاً بعد عودة التنسيق بقوة العام الفائت.

كما تم إبلاغ الاحتلال بأن الهدف هو نزار بنات الذي أصبح مثيراً للرأي العام، وعاملاً مساعداً على اشتعال الوضع الأمني في الضفة عبر استمرار انتقاده للسلطة ودعوته إلى إدامة المواجهات مع الاحتلال، لتسمح السلطات الإسرائيلية باعتقاله، وتتوجه قوّة مكوّنة من 6 جيبات عسكرية تضم 25 عنصراً من "اللجنة المشتركة" إلى المنزل الذي يقيم فيه بنات.

وقبل ساعة من فجر الخميس الماضي، حاصرت القوة المنزل، ومن ثم اقتحمته، حيث اعتقلت نزار وضربته بشدة حتى فارق الحياة.

ثلاثي الإجرام

ما نشرته الصحيفة يأتي متوافقاً مع ما نشرته وكالة شهاب للأنباء والتي نشرت تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال بنات من خلال معلومات حصلت عليها من ضابط كبير في جهاز المخابرات العامة بالضفة الغربية.

الضابط أكد أن عملية الاغتيال لم يكن مخطط لها بهذا الشكل، لولا شطط اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، والانزعاج الكبير من نزار بنات عقب الفيديو الذي علق فيه على فضيحة صفقة اللقاحات.

وأوضح الضابط أن بنات الذي شكل إزعاجاً للسلطة ولأجهزتها الأمنية منذ سنوات، كان التوقيت هذه المرة ضده، ورغم تلقيه تهديدات كثيرة عبر عدة أطراف خلال الفترة الماضية، إلا أن الاغتيال لم يكن مطروحاً على الطاولة، وكانت كل التهديدات التي تلقاها نزار سواء من أجهزة الأمن أو أفراد في التنظيم للتخويف والردع فقط، ولكن فكرة القتل لم تكن حاضرة في أية لحظة حسب معلوماتنا".

فضيحة صفقة اللقاحات

الضابط الذي لم تكشف وكالة شهاب عن هويته طرح سؤالاً "لكن ما الذي تغير الآن؟"، وأجاب، "أن تفجر فضيحة اللقاحات التي عقدها بصفقة فاسدة حسين الشيخ هي التي دحرجت الأحداث وصولاً إلى التصفية الجسدية لنزار بنات".

وأكد الضابط أن حسين الشيخ هو من أبرم صفقة تبادل اللقاحات مع الجانب الإسرائيلي بطلب الإسرائيليين أنفسهم وقد وقع اتفاقا معهم، وعندما تفجرت فضيحة قرب انتهاء مدة الصلاحية توجهت أصابع الاتهام لحسين الشيخ شخصياً، لا سيما وأن الجميع يعرف أنه يسيطر على وزارة الصحة بالكامل ويعتبرها بئر نفط يغرف منها ما يرد ووقت ما أراد، في ظل ضعف الوزيرة مي كيلة.

وأوضح أن ردود الفعل الشعبية والفصائلية والوطنية كانت حادة في نقد السلطة وحسين الشيخ حول اللقاحات، مستدركاً "لكن الرد الموجع جاء كالعادة من نزار بنات وهو ما استفز الجميع خصوصا وأنه تطرق لقضايا حساسة في الفيديو الذي نشره تعقيبا على اللقاحات".

إغلاق