مخابرات السلطة تبدأ حملة تشهير وتشويه جديدة بحق النشطاء

مخابرات السلطة تبدأ حملة تشهير وتشويه جديدة بحق النشطاء

الضفة الغربية – الشاهد| اتهم بعض النشطاء في الضفة الغربية جهاز المخابرات التابعة للسلطة ببدء حملة تشوية وتشهير جديدة بحقهم، وذلك عبر نشر إعلانات تحمل معلومات كاذبة ضدهم عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لذلك الجهاز وتحديداً جروبات الواتس أب.

وبدأت الحملة بنشر معلومات عن الناشط محمد أبو شريحة من بلدة بيتونيا، والذي كان أحد المناهضين لقمع واعتقال السلطة للنشطاء السياسيين خلال الفترة الأخيرة وتحديداً بعد قضية اغتيال الناشط نزار بنات.

وقال أبو شريحة في منشور له على فيسبوك ظهر اليوم الخميس: "هذه الصورة وصلتني من أحد اقاربي عن طريق الواتس أب تعمم وتتداول تمسني في شخصي لا اعلم من وراء هذا الشيء ونحن اغنى عن التعريف وسنظل عند واجباتنا اتجاه وطننا وقضيتنا ونفسنا الوحدوي الذي لن يتغير".

أسلوب قديم جديد

أسلوب التشهير قديم جديد لدى أجهزة السلطة، فقد مارست ذلك الدور مع ابتهال عرابي زوجة المعتقل السياسي في سجون السلطة محمد دلايشة، فقد كشفت ابتهال إن ضابطاً في أجهزة السلطة اتهمها بالخيانة وتلقي أموالاً مقابل كتابتها لأحد المنشورات على الفيسبوك والذي فضحت فيه أجهزة السلطة التي اعتقلت زوجها بسبب عدم حضوره جلسة محاكمة بسبب اعتقاله في ذات الوقت لدى الاحتلال الإسرائيلي وهو ما أثبتته الزوجة بورقة مصدقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت ابتهال في منشور لها على فيسبوك مساء اليوم الثلاثاء، "يعني مش عارف كيف بدي أكافئكم.. بس بكفيكم هيك منشور خاص لمناديب السلطة لا بارك الله فيكم ولا في أموالكم ولا أراكم راحة ولا هدوء ولا سكينة في حياتكم".

اختراق الحسابات

وأفادت شهادات نشطاء وحراكيين في الضفة بقيام أجهزة السلطة باختراق هواتفهم وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً أولئك الذين تم اعتقالهم سياسياً لدى تلك الأجهزة ومصادرة هواتفهم والعبث بمحتوياتها.

وأكد الأسير المحرر سفيان جمجوم من مدينة الخليل، أنه لم يتمكن خلال الأيام الماضية من الدخول إلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأوضح جمجوم في تصريحات صحفية أن الجهة التي نفذت الاختراق قامت بتغيير الرقم السري، وهو الأمر الذي تكرر معه أكثر من مرة وأثر على عمله وحياته الشخصية.

اختراق وابتزاز

هذا وروت الصحفيات المعتدى عليهن أثناء تغطية الاحتجاجات عقب اغتيال المعارض السياسي نزار بنات، تفاصيل ما تعرضن له من قبل أفراد أمن السلطة سواء كانوا بلباس رسمي او بلباس مدني.

وأكدت الصحفيات المعتدى عليهن أن بلطجية أمن السلطة مارسوا الاعتداء عليهم بوحشية، مشيرات الى أنه تم استهدافهن بشكل  مباشر ومتعمد بقنابل الغاز والاعتداء عليهن بالهراوات، وسرقة ومصادرة هواتفهن ومن ثم اختراقها من قبل بلطجية أمن السلطة وتهديدهن بنشر صورهن الخاصة.

وسردت الصحفية شذى حماد ما حدث معها مشيرة الى انها ما تزال تشعر بالصدمة التي أصيبت بها جراء الاعتداء عليها، وقالت إن الاعتداءات والتهديدات التي تلقتها ما تزال مؤثرة في حياتها اليومية وأن الصحفيات يشعرن بخوف حقيقي على حياتهن.

تحذيرات من الملاحقة

وحذر مركز "صدى سوشال" المختص بالإعلام الرقمي، من بعض خصائص "الفيسبوك" يتم تجنيدها لأهداف "المناكفات السياسية"، الأمر الذي يهدد مساحة الرواية الرقمية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح المركز، في بيان صحفي، أنه رصد خلال الفترة الماضية عدة حالات إغلاق وتقييد صفحات إعلامية وصفحات لصحفيين وناشطين حقوقيين، نتيجة لعمليات بلاغات ممنهجة تندرج تحت إطار المناكفات السياسية.

وأكد أن مثل هذه العمليات من شأنها تعريض المحتوى الرقمي الفلسطيني "لخطر شديد" تحديدًا أمام إدارات منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يبذل فيه المركز وشركاؤه من مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية الجهد الكبير للحفاظ على مساحة رقمية حرة أمام المستخدمين الفلسطينيين وداعمي القضية الفلسطينية من مختلف التوجهات.

دعوات لحماية النشطاء

ووجهت عشر منظمات حقوق إنسان دولية خطابًا مشتركًا إلى آليات دولية تابعة للأمم المتحدة لحثها على التدخل العاجل والجاد لتوفير الحماية لنشطاء الرأي ومعارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية في ظل ما يتعرضون له من تصاعد حملات التحريض والتهديد أخيرًا.

وأكدت المنظمات في خطابها الذي وجهه بالنيابة عنها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -مقره جنيف- على الحاجة إلى تدخل خبراء الأمم المتحدة والمقررين الخاصّين للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل توفير الحماية ووقف استهدافها لنشطاء الرأي والصحفيين والحقوقيين.

والأطراف والجهات التي تلقت الخطاب هي: المقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، والمقرر الخاص المعني باستقلال القضاة والمحامين، والمقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار.

إغلاق