مختص: عتاة الفساد بالسلطة يفشلون إصلاح الحالة الفلسطينية

الدوحة – الشاهد| اتهم الكاتب والمحلل السياسي عوض عبد الفتاح ما وصفهم بـ”عتاة الفساد السياسي والمتمسّكون بامتيازاتهم” في السلطة الفلسطينية بإفشال محاولات متكرّرة لإصلاح الحالة الفلسطينية السياسية الداخلية.
وأوضح عبد الفتاح في مقال أن عمر بعض هذه المبادرات سنوات، دون النجاح في إحداث كوّة في جدار العدميّة الّذي يحتمي خلفه عتاة الفساد والمتمسكين بامتيازاتهم في السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن هؤلاء المبادرون، المستقلّون يتوزّعون على التنظيمات، بين مثقّف وأكاديميّ، وناشط، وإعلاميّ، وقياديّ سابق في تنظيم سياسيّ. وبطبيعة الحال، ومثلما هو الحال بكلّ مجتمع، فإنّ تجاربهم ورؤاهم وأيديولوجيّاتهم متنوّعة، وكذلك تصوّراتهم لإستراتيجيّة الخلاص الوطنيّ.
وأشار إلى أنه حتّى الآن لم تنجح كلّ المحاولات بجمع كلّ من يحمل راية التغيير في كتلة تاريخيّة عريضة وفاعلة، قادرة على إحداث ارتجاجات في الواقع السياسيّ الفلسطينيّ، وتوليد قيادات جديدة تعيد تشكيل النظام السياسيّ الفلسطينيّ، وتقود المشروع التحرّريّ نحو دحر النظام الاستعماريّ وتحقيق العدالة.
لكن، ووفق الكاتب- يمكن القول إنّ مجموعة واسعة من هذه النخب الناشطة أرستةمؤخّرًا تقليدا جديدا من التعاون والتحاور وإتقان العمل الجماعيّ، متجاوزة صعابًا ورواسب كثيرة، وهي الّتي افتتحت مؤتمرًا وطنيًّا في قطر لـ3 أيّام، 17 – 19 من الشهر الجاري، وهو المؤتمر الوطنيّ الفلسطينيّ.
وبين الكاتب أن المؤتمر تتويجًا لنشاط مكثّف وحوارات على مدار عام، ومتمّمًا لنداء أطلقه 1500 شخصيّة فلسطينيّة من خيرة أبناء الشعب الفلسطينيّ، من الداخل والخارج، قبل عام، أي بعد 4 أشهر من حرب الإبادة على غزّة والتطهير العرقيّ على الضفّة الغربيّة.
ونبه إلى أن السلطة الفلسطينية مارست الضغط على دول عربيّة أخرى لرفض قبول عقد المؤتمر على أراضيها، ونجحت وحجّتها الّتي تثير السخرية أنّ المؤتمرين يسعون لإقامة بديل عن منظّمة التحرير، مع أنّ الهدف الرئيس له هو تحريرها من سلطة أوسلو المعتقلة تحت الاحتلال، وإعادة بنائها كحركة تحرّر وطنيّ، تمثّل الكلّ، عبر الانتخابات الديمقراطيّة، في الداخل والخارج.
وأكد عبد الفتاح أنّ مهمّة المؤتمر تنطوي على تحدّيات وصعوبات جمّة، وهي مهمّة كفاحيّة حقيقيّة، وتعتبر في هذه الظروف مقدّسة. ولذلك، لا يعتبر المؤتمر نهاية المطاف، بل منطلقًا لمسار بناء سياسيّ مستمرّ، وفعل تحرّريّ ممتدّ يبني ويجمع، متبنّيًا برنامج عمل مفصّل ورسالة وحدويّة تحرّريّة، تفتح أفقًا للعمل الوطنيّ المشترك، وتخطّ نهجًا وطنيًّا متجدّدًا، يعتمد التخطيط العقلانيّ والقراءة الصحيحة لعلاقات القوّة القائمة، وما يترتّب على ذلك من بلورة لإستراتيجيّة عمل معقولة.
وختم: إنّ “كتلة وطنيّة صلبة ونوعيّة ووازنة، مكوّنة من أفضل الخبرات والتخصّصات فضلًا عن التجربة، في طور التشكّل. كتلة تفكّر وتتبادل الآراء بين أعضائها، وتنأى بنفسها عن التهويش والنزق، فالكارثة الإنسانيّة والمخاطر السياسيّة الّتي يعيشها الشعب الفلسطينيّ لا تحتمل كلّ ذلك. كما أنّ ما سطره الشعب الفلسطينيّ من صمود ملحميّ بوجه التوحّش الغربيّ – الصهيونيّ، يستحقّ أن يقابل بما يليق به”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84257





