أحمد مجدلاني.. رجل الصدفة وقفازة عباس للمهام القذرة

أحمد مجدلاني.. رجل الصدفة وقفازة عباس للمهام القذرة

رام الله – الشاهد| “رجل الصدفة”.. هو اللقب الأكثر شهرة على ألسنة مسؤولي السلطة الفلسطينية ورفاقه السابقين على عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني عديل الرئيس محمود عباس.

مجدلاني الذي ينحدر من مدينة دمشق السورية ارتبط باسمه بأقذر ملفات الجرائم وأبرزها الفساد ومحطات التضييق على الفلسطينيين في قوتهم اليومي.

بدأ مشواره الحكومي في وزارة التنمية الاجتماعية بتعذيب الأسر الفقيرة ووقف صرف شيكات الشؤون، ومقايضة العوائل الأشد فقرًا في غزة وابتزازها.

من هو أحمد مجدلاني؟

ثم انطلق صوب المشاركة في مؤتمرات الأمن القومي الإسرائيلي، ولقاءات الصحفيين الإسرائيليين في مقر منظمة التحرير.

وردا على ذلك منع اتحاد نقابة أساتذة وموظفي الجامعات مجدلاني من دخول أي من الجامعات الفلسطينية، لمساواته بين مشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت بآخر في جامعة “هرتسيليا” الإسرائيلية.

مجدلاني يبرر حضوره لمؤتمر “هرتسيليا” بقوله: “لم أكن أول فلسطيني يشارك في المؤتمر، وهو مؤتمر سنوي وهرتسيليا جامعة وليست مقرًا أمنيًا، هي كجامعة بيرزيت مثلًا والتي تنظم كل عام مؤتمرًا تحت عناوين مختلفة، نحن تحت الاحتلال والمشاركة ليست تطبيعاً، هذا جزء من النضال”.

ليس مجدلاني الأب فقط من ارتبط اسمه بعمليات التطبيع بل ابنته ندى على ذات النهج، إذ نددّت اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال “BDS” بتغطيتها على جرائم الاحتلال.

أحمد مجدلاني ويكيبيديا

وانتقدت اللجنة تبني ندى مجدلاني لاتفاقية أبراهام التطبيعية من خلال نشاطها مديرة للجانب الفلسطيني بمؤسسة السلام البيئي بالشرق الأوسط الغارقة في التطبيع مع الاحتلال التي تملك مقرات في تل أبيب والمستوطنات.

وبين أن الحديث الرئيسي لمجدلاني وعلى يساره كان ياريف اوبنهايمر الرئيس السابق لحركة السلام الآن، فيما تولى زنانيري الذي جلس على يمين مجدلاني مهمة الترجمة الفورية.

وادعى زنانيري أن اللقاء لوضع الصحفيين بصورة الوضع وـ”تفتيت موقف الاحتلال”، حجة تسوقها لجنة التواصل مع “إسرائيل” بكل مرة تبرر فيها عقد لقاءات مع الاحتلال تثبت المعطيات أنها لا تعود بأي فائدة على الفلسطينيين بل هي لتسيير أمور تلك القيادات الشخصية فقط.

فساد أحمد مجدلاني

“رجل الطائرة” لقب يطلقه بعض مسؤولي السلطة على  مجدلاني، بإشارة الى تنقلاته الكثيرة لبلاد عربية وغربية، بطلب من عباس، أو “رجل الصدفة” كما يحب رفاقه السابقون تسميته، معتبرين أنه جاء عن طريق الخطء وبمحض الصدفة ليشغل منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي.

رفيق مجدلاني القديم خالد عبد المجيد أمين سر قوى المقاومة بدمشق أمين عام جبهة النضال الوطني يصر على رفضه اعتبار مجدلاني عضوا في الجبهة.

واعتبر أنه يقود فريقًا تلاحق بعض عناصره شبهات أخلاقية وآخرون يعملون لأجل الراتب لا أكثر.

عبد المجيد قال إن أحمد مجدلاني عضو تنفيذية المنظمة “قفازة لسياسات السلطة ورئيسها عباس، إذ تكلفه بخطوات ومواقف لعرقلة أي مساع للوحدة الوطنية”.

ويوضح عبد المجيد ان مجدلاني يعبر عن موقف عباس وقيادات فتح، ويستخدم كأداة لها في تخريب الوضع الفلسطيني.

فضيحة أحمد مجدلاني

ويبين أن “أحمد مجدلاني مرتبط بأجهزة الأمن البلغارية، وهو متورط بالتخطيط لاغتيال عمر النايف والتغطية على جريمته بأدلة معروفة لدى الجميع”.

ويبين أن قيادة السلطة تتمسك بمجدلاني بإطار دوره المشبوه، “رغم وجود قيادات عديدة من فتح تعبر عن كرهها ورفضها له.

ويتورط بعرقلة وصول المساعدات لمستحقيها من فئة الشؤون الاجتماعية بقطاع غزة.

وفي ملفات عدائه لغزة حرص مجدلاني المشرف على مركز التخطيط والدراسات التابع لمنظمة التحرير على عزل موظفي غزة في المركز واستبدالهم بآخرين من الضفة الغربية.

الخبير الاقتصادي أسامة نوفل يكشف عن تعيين مجدلاني شخصية مقربة منه لرئاسة المركز من الجبهة بدلاً من ترقية الموظفين الكبار المتواجدين منذ سنوات داخل المركز.

جرائم أحمد مجدلاني

ويلفت نوفل في تصريح إلى أن الاخطر من أن المركز يدار في الضفة وكأنه مقر لجبهة النضال، وهناك خلط بين ميزانيته وميزانية الجبهة، كما أن جميع النفقات التشغيلية تصرف للمركز بالضفة فيما يستثنى مقر غزة من أي نفقات سوى تكاليف إيجاره.

وكانت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية طالبت بإقالة مجدلاني بعدما تلفظ بكلمة “بذيئة” في مقابلة إذاعية بحق الموظفين أثناء موجة احتجاجات أثيرت آنذاك في عهد سلام فياض، ما دفعه لتقديم استقالته ورفضها عباس في حينه.

يكرر مجدلاني -بإنجليزية ركيكة- مطالبة السلطة بحل الدولتين.

وقد سبق للرجل -الذي ورث زعامة تنظيمه عن سلفه الراحل سمير غوشة- أن وقع بورطة أنقذه منها عباس نفسه عندما كان وزيرا للعمل عام 2011. فقد استخدم شتيمة مقذعة لوصف موظفي السلطة بختام مقابلة هاتفية مع إذاعة محلية من دون أن يعلم أنه على الهواء.

ودفعت الواقعة نقابة الموظفين للدعوة لإضراب احتجاجي، مما أجبر مجدلاني على وضع استقالته بتصرف عباس. فرفضها وأوعز له بالبقاء.

أحمد مجدلاني السيرة الذاتية

ومع تفاقم قضية حصار سكان مخيم اليرموك عام 2014 أوفده عباس على رأس وفد من منظمة التحرير لحل أزمة المحاصرين وإدخال مساعدات غذائية إليهم.

وفي دمشق أدلى مجدلاني بتصريح أيّد فيه هجوما للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المخيم، واتهم ما وصفهم بـ”الجهاديين الذين يسيطرون عليه باستغلال محنة الفلسطينيين لتحقيق أهدافهم”.

لكن أوساطا في السلطة -وربما عباس نفسه- لم يكونوا على ما يبدو راغبين
باتخاذ مثل هذا الموقف، نظرا لانحيازه المكشوف لنظام الأسد، فصدر برام الله تصريح لمسؤول في السلطة لم يفصح عنه هويته، ينقض فيه تصريحات مجدلاني.

لكن مجدلاني لم يفوت فرصة وجوده في دمشق لاقتناص فرصة إضافية يرضي فيها عباس. فاستخدم عاصمة الأمويين منصة للذهاب إلى طهران لبناء جسور معها، على أنقاض العلاقة المتصدعة بين إيران وحركة حماس جراء خلافهما حول ثورة سوريا.

أحمد مجدلاني عديل محمود عباس
خدمة مفيدة قد يكون مجدلاني قد أسداها لعباس، لكن ذلك وحده لا يفسر سبب اعتماد رئيس السلطة على رجل لا ينتمي إلى حركة فتح التي تمثل الحزب الحاكم برام الله.

تفسير ارتياح عباس لمجدلاني منذ لقائهما في تونس مطلع التسعينيات، يمكن أن يعود جزئيا إلى روابط أسرية محتملة تجمعهما، كون الاثنين في الأصل من فلسطينيي سوريا وينحدران من صفد، المدينة الفلسطينية الواقعة ضمن أراضي 1948 والتي أبلغ عباس الإسرائيليين أنه لا يريد العودة إليها.

يبقى أن مجدلاني مع دخوله نادي رجال المهمات الخطرة أقرب لأن يكون تكرارا لنموذج ياسر عبد ربه في علاقته مع الراحل ياسر عرفات. فقد كان عبد ربه مندوب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لأكثر من أربعة عقود.

وخلال الخدمة الطويلة في ظل عرفات تشّرب منهج ياسر عرفات، لدرجة دفعته للتنكر لزعيمه الأول نايف حواتمة. وانشق عنه رسميا مطلع التسعينيات ليؤسس تنظيمه الخاص باسم” فدا” ثم ما لبث أن تخلى عن شركائه بالانشقاق عن حواتمة، ليلتحق بعباس قبل أن يفترقا عام 2015.

لم لا يكون لعباس أيضا رجله الخاص ذو الماضي اليساري، ما دام مجدلاني جاهزا لكل الأدوار بما في ذلك تمثيله في مؤتمر هرتسيليا.

إغلاق