بعد إبادة غزة وقضم الضفة: متى تستفز فتح؟.. تغييب يجعلها بعداد الماضي

بعد إبادة غزة وقضم الضفة: متى تستفز فتح؟.. تغييب يجعلها بعداد الماضي

رام الله- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد صيام إن حركة فتح ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة أطرها مطالبة بالإجابة على سؤال “متى تستفز فتح؟” إزاء كل ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة منذ 21 شهرا.

وقال صيام في مقال إن كثر من 3 عقود مضت على العملية التفاوضية لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، وشيئا لم يتحقق، بل بالعكس فان الممارسات الاحتلالية الممنهجة لإنهاء التمثيل الفلسطيني تمهيدًا لإنهاء وجوده ماضية على قدم وساق ، والسؤال الأبرز هو متى ستُستفز فتح؟.

وذكر: “عامان إلا شهرين وقطاع غزة يتعرض لأشرس عدوان، وأبنائه باتوا على شفى حفرة من الموت، جوعى ، عطشى ، مرضى ، اكثر من مليوني غزي يحاصرون بأقل من 40 كيلو متر، ابادة جماعية من أبشع ما شهده العصر الحديث، كل يوم يخرج على الهواء مباشرة مشاهد تقشعر لها الابدان، استفزت العدو قبل الصديق !! لكن وكما يبدو حتى اللحظة لم تُستفز فتح بعد.

وبين أن الضفة الغربية تتعرض لأبشع عملية سلب وضم وتهجير صامت، وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وتوسع استيطاني، ومحاولة شرعنة بسن قوانين في الكنيست، وإعادة احتلال مناطق كانت تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، عمليات تدمير، لمحو المخيمات الفلسطينية، الشاهد الأبرز على نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وعلى مرأى وسمع العالم أجمع، التجمعات الفلسطينية المختلفة تتعرض يوميا لمداهمات واعتقالات وقتل وتشريد، حتى الانعام لم تسلم من اعتداءات المستوطنين المتطرفين.

ولفت صيام إلى إجراءات عنصرية تنطق الحجر، إذ باتت الضفة قنبلة موقوتة، لا عمل لا أموال، لا مياه ولا طاقة ولا طعام، بوابات مغلقة شوارع فارغه، نفسيات محطمه وجوه شاحبه، الديون اغرقت الناس، الفقر يطول الجميع، القلق لا يفارق الناس ، الانتظار يشكل خطرا وكما يبدو أنها لم تُستفز حركة فتح بعد!.

ونبه إلى أن القدس، المدينة التي ينشدها الشعب الفلسطيني عاصمة أبدية لهم، ارض الاسراء والمعراج والقيامة، تتعرض ومقدساتها الاسلامية والمسيحية لعملية تهويد متسارعة، حصار جائر، استيطان، مصادرة أراضي بحجة منافع عامة ، سحب هويات، المساس بقدسية المقدسات وخاصة المسجد الاقصى المبارك، استهداف المرجعيات الوطنية والدينية بشكل سافر، ضرائب باهظة ، شل الاقتصاد المقدسي ، وغيرها من الممارسات المنافية لأبسط القواعد الانسانية ، وكما يبدو لم تُستفز فتح بعد!.

وذكر صيام أن الأسرى، يواجهون أوضاعاً مأسوية بلغت ذروتها في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وظروف اعتقالية مأساوية، من تنكيل وتعذيب وعزل، أوضاع مست كل جوانب الحياة في السجون ، من أسلوب التعامل معهم إلى ظروف الحياة والمعيشة وكميات الطعام ونوعيتها وغير ذلك ، انتشار الامراض واقتحامات لغرفهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح رغم تدهور أوضاعهم الصحية، لكن يبدو ايضا ان ذلك لم تُستفز فتح بعد.

وتساءل: “إذا كان كل من ذكر سالفًا، لم يستفز حركة فتح؟ ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة أًطرها، فما الذي يُمكن ان يستفزها وتنهض من سباتها وتعود الى ريادة العمل الوطني الفلسطيني؟ لماذ تُصر حركة فتح الرسمية على الصمت حيال العدوان البربري على قطاع غزة، وما تبعه من عدوان على الضفة الغربية ومدينة القدس؟ لماذا تراجعت شعبية الحركة، وتراجع دورها؟ هل هناك من يتعمد على تغييب الحركة عن المشهد، لتصبح في عداد الماضي؟.

وقال صيام إن هذه الأسئلة وربما هناك المزيد، جماهير فتح والشعب الفلسطيني بانتظار الإجابة عليها من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأُطر الحركة؟ فهل من مُجيب؟.

إغلاق