مفاوضة سابقة: أوسلو خدعة وأنتج سلطة بلا سيادة ولا دولة لإدارة الاحتلال
رام الله – الشاهد| قالت المديرة السابقة لوحدة دعم المفاوضات في منظمة التحرير هبة الحسيني إن اتفاقات أوسلو لم تكن يومًا مدخلًا لحل سياسي عادل، إنما مرحلة جُمّدت فيها القضية الفلسطينية، ورسخت خلالها هيمنة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والقرار”.
وذكرت الحسيني في حوار أن “فترة أوسلو التي انتهت منذ زمن أثبتت أنها غير مستدامة، وعززت من السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية بدلًا من إنهاء الاحتلال”.
وأشارت إلى أن الاتفاقات “لم تُفضِ إلى دولة مستقلة، ولا إلى سلام عادل، وإنما إلى تكريس الانقسام الداخلي وتحويل المؤسسات الفلسطينية إلى أدوات لإدارة الاحتلال بدل مواجهته”.
وبينت أن ما يُسمى بـ”العملية السلمية” خلقت أوهامًا دبلوماسية بينما تدهورت الحقائق على الأرض، خصوصًا مع اتساع الاستيطان وتشديد القبضة الأمنية الإسرائيلية، ما جعل فكرة الدولة الفلسطينية “أقرب إلى السراب منها إلى الواقع”.
وانتقدت الحسيني تغييب قوى سياسية رئيسية عن العملية السياسية، وعلى رأسها حركة حماس، قائلة: “لا يمكن لأي حل قادم أن يتجاهل تمثيل حماس وتأثيرها في المشهد السياسي.
واعتبرت أن تجاهل مكون شعبي رئيسي فاقم الانقسام وأضعف الجبهة الداخلية وأن الحديث المستمر عن حل الدولتين بات بلا مضمون حقيقي.
وأكدت أن “مقترح الدولتين ضعُف كثيرًا بفعل عقود من الإخفاقات المتعمدة والتواطؤ الدولي”، مبينة أن “اتفاقات أوسلو لم تحلّ الصراع بل جمّدته ضمن شروط ظالمة وغير قابلة للاستمرار”.
رسالة الحسيني تذهب أبعد من النقد، إذ تضع النقاش أمام ضرورة إعادة النظر جذريًا في المرجعيات السياسية، وتطالب بتقييم حقيقي للضرر الذي تسببت به أوسلو، ليس فقط على صعيد الأرض، إنما بالبنية الوطنية والسياسية برمتها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=92530