السلطة تُغرق منظمة التحرير وتجمل فشلها بحديث الإصلاح

السلطة تُغرق منظمة التحرير وتجمل فشلها بحديث الإصلاح

رام الله – الشاهد| حذر أستاذ القانون والعلاقات الدولية رائد أبو بدوية من أن السلطة الفلسطينية تقف أمام اختبار وجودي حاسم يتعلق بمشروعية بقائها بصيغتها الراهنة.

وقال أبو بدوية في تصريح إن ما يحدث محاولة علنية لإعادة تعريف القضية الفلسطينية برمتها، من قضية تحرر وطني لأزمة إنسانية وسكانية يعاد ترتيبها وفق اشتراطات الاحتلال.

وأوضح أن السلطة تبدو عالقة بين انسداد الأفق السياسي وضغوط دولية تحاصر أي محاولة انفكاك من مسار التسوية.

ونوه أبو بدوية إلى أنه لا تزال تطرح سردية الإصلاح وإجراء انتخابات للمجلس الوطني ما يثير تساؤلات جدية حول الهدف الحقيقي منها.

وتساءل: “هل تسعى هذه الدعوات لاستعادة المشروع الوطني، أم إلى تكييف بنية النظام السياسي مع الأمر الواقع الجديد، إذ تنفصل غزة عن المعادلة، وتدار الضفة وفق حدود ما يسمح به الاحتلال؟”.

وأشار أبو بدوية إلى أن هناك فجوة عميقة بين منظمة التحرير والشارع تهدد بتفاقم الانقسامات وتضعف الموقف الوطني.

وأكد أن مؤسسات منظمة التحرير بحاجة ماسة إلى تجديد شرعياتها السياسية.

وبين أن هذه الفجوة انعكست بوضوح بانسحاب الجبهتين الشعبية والديمقراطية واقتصار الحضور على مجموعة محددة من المقربين من مؤسسة الرئاسة.

وشدد على أن الفلسطينيين كانوا يأملون أن تسارع هذه المؤسسات إلى تجديد شرعياتها وإنهاء الانقسام، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي وتفاقم الاعتداءات في الضفة الغربية.

ونبه أبو بدوية إلى أن شعبنا ينتظر ترتيبات جادة تعكس القوى السياسية الحقيقية على الساحة، وتلبي تطلعاته بإنهاء المجازر ووقف الحملات الأمنية والممارسات الاستيطانية.

إلا أن المجلس المركزي -وفق أبو بدوية- خيب التوقعات، وانصب تركيزه على خلق منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة”، في ظل ضغوط عربية وغربية وإسرائيلية خشية حدوث فراغ قيادي.

وشدد على أن هذا الواقع يعمق الغربة بين قيادة السلطة والشعب ويضعف منظمة التحرير، ويضر بالتمثيل السياسي أمام الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والمجتمع الدولي.

وبين أبو بدوية أن المجلس المركزي أضعف الجبهة الداخلية وزاد الانقسام، ما فتح الباب لمزيد من التصعيد الداخلي.

ودعا أبو بدوية لضرورة التوافق على برنامج وطني موحد، وإعادة هيكلة منظمة التحرير.

وحذر من أن استمرار السلطة بتجاهل هذه الدعوات يعمق الأزمة ويمنح الاحتلال فرصة لتقويض المشروع الوطني.

إغلاق