آيكون مول.. الشعور بالاغتراب في الوطن 

آيكون مول.. الشعور بالاغتراب في الوطن 

رام الله – الشاهد| كتبت سجود عويس: تواتر مشاهد الأريحية المطلقة لحركة المحتل في الضفة الغربية (بلباس مدني أو عسكري) ليس عشوائيًا ولا مرحليًا؛ جولة في البلدة القديمة، صحن حلويات، سيارات مستوطنين تدخل قلب المدينة، مقابلة في مول تجاري -الأصل إنه فلسطيني-، كل ذلك وأكثر جزء من تطبيع ذهني وهندسة اجتماعية متكاملة يقوم بها الاحتلال بالتعاون مع سلطة أوسلو وطبقة متنفذة من الكومبرادور التي تضع أرباحها الاقتصادية وبطاقات الـ VIP قبل أي هم وطني أو تحرري.

الهدف الأساسي من هذه الهندسة هو؛ تعزيز شعور عارم بين فلسطيني الضفة باغتراب المقاومة وانتفائها، -هينا بنفوت وبنطلع براحتنا والناس عايشة والدنيا زي الفل-، وتحويل فئة المقاومين (الأسرى، المطاردين، أهالي الشهداء والجرحى، معارضي أوسلو والتنسيق الأمني) لفئة منبوذة اجتماعيًا واقتصاديًا، لأنها تقلق راحة “الناس العايشة”، ولأنها تسير عكس تيار الانبطاح السائد، ونقل رسالة لفلسطيني غزة ومقاوميها مفادها “إما حياة وفق منطق المحتل وأعوانه أو لا حياة”.

أما الحقيقة، فهي أن النجاة الفردية التي تدفع فلسطيني الضفة للتقوقع على مخاوفهم إنما هي فناء جماعي لهم، وأن نأيهم عن الإقدام والمواجهة هو نهاية وجودهم واضمحلال هويتهم، رغم ذلك يبقى الأمل أن ضفة العياش وهنود ما زالت “ولاّدة” وأن فيها رجالًا لن يصمتوا على ذلك طويلًا، ثقتي المطلقة أن إطارًا محترقًا وحجرًا قد لا يصيب هو فعل مقاومة قادر على توليد فعلٍ أكبر منه، لذا لا تستوحشوا طريق المقاومة لقلة السائرين فيه.

 

إغلاق