أجهزة السلطة.. تشدق بالشعارات الوطنية ومحاربة لمصالح الشعب الفلسطيني

أجهزة السلطة.. تشدق بالشعارات الوطنية ومحاربة لمصالح الشعب الفلسطيني

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي يدرك فيه الشعب الفلسطيني أن منظومة التنسيق الأمني باتت تعمل بكل قوتها ضد مصالح الشعب الفلسطيني، تحاول الأجهزة الأمنية أن تضلل المواطنين عبر بيع شعارات وأوهام لا تجد ما يسندها على أرض الواقع.

 

وتستخدم لأجهزة الأمنية في سبيل ذلك مصطلحات واطروحات تتعلق بالمشروع الوطني والحفاظ على المكتسبات الوطنية، والاشارة الى ان تلك الأجهزة تعمل لصالح الموطنين، وهو امر لا يمكن ان يصدقه المواطنون.

 

آخر تلك الشعارات الفارغة خرجت من فم المفوض السياسي لأجهزة أمن السلطة طلال دويكات، حينما تحدث بأن "الجبهة الداخلية القوية المتماسكة هي صمام الأمان لمواجهة حكومة الاحتلال المتطرفة وتحديات المرحلة الراهنة، والرد الأمثل على أعداء مشروعنا الوطني هو الاصطفاف خلف القيادة الشرعية لمنظمة التحرير".

 

وجاءت تعليقات المواطنين في غالبيتها تكذب ما يدعيه المفوض من حرص على المشروع الوطني، حيث رأى المواطنون أن سلوك السلطة وأجهزتها الامنية لا يتسق مع المزاج العام المساند للمقاومة ومشروعها التحرري.

 

وكتب المواطن ابراهيم ابو رشود، غاضبا من تصريحات دويكات، وعلق قائلا: "صمام الأمان انكو تنسقو مع شعبكو مش مع المحتل وتتوقفو عن قمع الشعب وتسليم المقاومين لما الأحتلال يدفع الكو اموال المقاصه بسيرو مثل كلاب ألأثر بتركضو معاه ولما يتف ويدعس عليكو بترجعو تحرضو في الشعب ماحدا رايح يرد عليكو الأ امثالكو من العملاء والمرتزقه".

 

اما المواطن محمود شلبي، فوصف الأجهزة الأمنية بأنها صمام أمان للاحتلال، وعلق قائلا: "قصدك هي صمام الأمان لحماية الإحتلال. عشان هيك بتنشروا أجهزتكم بالشوارع طيلة النهار والإحتلال يقتحم المدن بكل أريحية بالليل خخخخخخخخخخخ".

 

اما المواطن ايمن صلاح، فأكد أن المشروع الوطني لا يعني قادة السلطة بشيء، وعلق قائلا: "لما صار في حكومه عندهم متطرفه بتحارب مصالحكم الخاصه صار لازم الشعب يوقف معاكم وخلفكم … لما تصير ازمه ماليه برضه لازم الشعب الي ينخصم من راتبه ويتحمل الفقر … لما يحمى الوطيس لازم اولادكم الي يركبوا الطيارات ويهربوا من البلاد ..حسبي الله عليكم".

 

سلطة التنسيق الأمني

وكان الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، أكد أن السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي غير راغبة بالتحلل من التزامات أوسلو ومن الالتزامات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وذكر أن نتائج الانتخابات في كيان الاحتلال ستزيد من الضغط على السلطة "لتتحول إلى وكيل أمني كامل للاحتلال".

 

وأشار الى "نتنياهو يقول بشكل واضح إنه سيغلق بوابة الحل السياسي، وستقتصر العلاقة مع السلطة على الجوانب الاقتصادية، بمعنى التبعية الاقتصادية، وما دون ذلك سيعمل نتنياهو على الاستغناء عن السلطة".

 

واعتبر أن هذا الأمر يضع السلطة أمام خيارات صعبة، فإما أن تتجاوب مع نتنياهو واشتراطاته وتعمل كوكيل أمني لدولة الاحتلال، أو أن تعمل على الخروج من مسار أوسلو والتحلل من التزاماته.

 

وأشار الى أنه "يمكن أن نلمس ذلك من خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة وفي القمة العربية في الجزائر، إذ أكد على استمرار التمسك بخيار المفاوضات وعدم الخروج عن هذا النهج الذي أوصلنا إلى مزيد من ضياع حقوق شعبنا وتكثيف الاستيطان والإجهاز على مدينة القدس".

 

وقال إن السلطة ما زالت تراهن على الحل الأمريكي والمحور العربي الأمريكي، مضيفا: "لو كانت لديها نية لقلب الطاولة لأخرجت القرار الفلسطيني نحو أرحب فضاء عربي إسلامي، ولعمدت إلى تشكيل تحالفات جديدة للضغط على إسرائيل وأمريكا والدول الغربية، لكنها لم تخرج حتى الآن عن محور التطبيع العربي والقرار الأمريكي بهذا الاتجاه".

 

وشدد على أنه "ما لم تتخذ السلطة خيارات ذات بعد استراتيجي بالتحلل من أوسلو والتزاماته والعمل على تطبيق قرارات الهيئات الفلسطينية من مجلس وطني ومركزي ولجنة تنفيذية، فإن العلاقة ستكون أسوأ مما كانت عليه مع الحكومات الإسرائيلية السابقة".

إغلاق