لماذا تتفرج السلطة على محاولات “إسرائيل” تقويضها؟

نابلس – الشاهد| أكد المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أن اليمين الإسرائيلي ينظر إلى الشعب الفلسطيني بأنه مجتمع من الهمج ويجب أن لا يكون منظما بأي طريقة، وألا يكون هناك أي كيان سياسي مهما كان يمثل الفلسطينيين بشكل مجتمع.
وذكر أبو العدس في تصريح أن اليمين الإسرائيلي يعتقد أن أكبر خطر استراتيجي على “إسرائيل” هو اتفاق أوسلو رغم أنه صمم من ألفه إلى يائه ليخدم مصالحها ويحوّل أي كيان فلسطيني إلى كيان أمني ووظيفي.
وبين أن اليمين يتخوف من أنه ربما في فترة معينة ستأتي جهات معادية لإسرائيل وتسيطر على السلطة، سواء بانتخابات أو في ظرف سياسي ما، ولهذا فهو يرى بأن وجود كيان فلسطيني جامع خطر استراتيجي على “إسرائيل”.
ولفت إلى أن أفعال “إسرائيل” في الساحات الفلسطينية الثلاث هو أن تكون البيئة الفلسطينية غير قابلة للحياة.
ونوه إلى أن الاحتلال ينتهج الهدم العمراني الكامل بغزة، وفي الداخل الفلسطيني يعمل لنشر الجريمة والإهمال الحكومي، وفي الضفة يعمل على تفكيك الكيان الذي يسيّر الحياة اليومية للفلسطينيين وتحويله إلى مجموعة من الكيانات الفاشلة المتنافسة.
وبين أن ما يقلق إسرائيل هو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ومن دول أوروبية وازنة، لأن الجهة الوحيدة التي تمثل الفلسطينية دوليا هي السلطة، وإذا فككت فهذا يعني أنه لا وجود لما يعترف به العالم.
وأوضح أبو العدس أن هناك طرح خطير قدمه مردخاي كيدار من أجل إفشال المقاومة في الضفة بإغراق المجتمع الفلسطيني بالفوضى، وبقاء السلطة كهيئة ناظمة يعرقل ذلك، ولهذا يطرح تقسيم السلطة بين عدد من الكيانات، في الخليل حكم العشائر، وفي رام الله والشمال يكون حكم رجال الأعمال والميليشيات المسلحة.
وعزت أبو العدس موقف السلطة حيال هذه المخططات، إلى عاملين رئيسيين؛ أولهما طريقة تفكير حركة فتح ومنظمة التحرير، إذ لم يثبت تاريخيا أن كان عندها خطة استراتيجية بعيدة المدى، وإنما تكتيكات وخطط لمراحل محدودة.
أما العامل الثاني، فهو ارتباط السلطة العضوي والبنيوي بالاحتلال وبالإدارة الأمريكية، ما يجعلها غير قادرة على الفعل، لأن أخذ أي خطوة على أرض الواقع تتطلب المواجهة مع الاحتلال، في حين أن عقيدة السلطة والفئات الحاكمة هي تجنب المواجهة مع الاحتلال مهما كان الثمن.
ورأى أن السلطة أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما البدء بإصلاحات داخلية والذهاب لانتخابات وتشكيل رؤية سياسية شاملة وبعيدة المدى في الصراع، أو أن تبقى تدور في نفس الدائرة الراهنة وهي دائرة انتظار المواقف الأمريكية والأوروبية حتى تشفع لها عند الاحتلال ومحاولة إثبات أنها تقوم بكل ما يجب عليها في التفاهمات الأمنية، لعلها بذلك تحتفظ بقيمتها الاستراتيجية لدى الاحتلال.
واعتبر أبو العدس أن نتنياهو لن يستطيع كبح جماح اليمين، بالرغم من التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تمسكه ببقاء السلطة، فاليمين مصمم على تنفيذ أهدافه، وحتى لو عارض نتنياهو مخططاتهم فيمكن أن ينفذوا ما يريدون، وأن يدفعوا بالضفة الغربية نحو حالة من الفوضى تجبر على “إسرائيل” على السيطرة على مقاليد الحكم، وبذلك يتحقق أهداف اليمين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=72273





