كاتب: الهجوم الإسرائيلي شمال الضفة سيدفن ما تبقى من أوسلو
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي بشير البكر إن السلطة الفلسطينية لن تسلم من التداعيات السلبية للهجوم العسكري الإسرائيلي على محافظتي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف البكر في مقال أنه “مثلما أسّست عملية السور الواقي لوضع جديد، تمثّل في تقويض اتّفاق أوسلو (1993)، فإنّ العملية الحالية ستدفن ما تبقّى منه”.
وأشار إلى أنه سواء وصل الموقف إلى هذه النقطة أم لا، فإنّ النتيجة المباشرة للهجوم هي نسف فكرة الدولة الفلسطينية في الضفّة وغزّة؛ وفي الأحوال كافّة، لن تَسلَم السلطة من تداعياته.
وبين البكر أن الهجوم العسكري الإسرائيلي الجاري على جنين وطولكرم وطوباس، منذ الأربعاء الماضي، يأتي كي يستكمل حرب إعادة احتلال الضفّة الغربية، التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل هجمات السابع من أكتوبر (2023).
وتُجمِع التقديرات على اعتبار الحملة الواسعة في شمال الضفّة أسوأَ من عملية السور الواقي عام 2002، باستخدام قوّاتٍ عسكريةٍ كبيرةٍ، يرافقها قصفٌ جويٌّ من المسيّراتِ والطيرانِ الحربي، وتشمل، في مرحلة أولى، تصفياتٍ جسدية واعتقالات، وتدميراً ممنهجاً للبنية التحتيّة، بغرض التقويض التدريجي لأساس الكيان الفلسطيني المُستقبلي، بموازاة تكثيف وتوسيع الاستيطان، وإجبار السكّان على الهجرة.
ونبه إلى أو العملية تجري في ظلّ حكومة المستوطنين، التي قامت على نصّ صريح يقول بـ”حقّ تقرير المصير في أرض إسرائيل”، بما يشمل الضفّة الغربية. وعلى هذا الأساس، نُقِلَت الصلاحيات المتعلّقة بالاستيطان والإدارة المدنية في الضفّة من الجيش إلى زعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي تحدّث فيه عن “خطّة سرية” لضمّ الضفّة الغربية إلى إسرائيل، وإجهاض أيّ محاولةٍ لتصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية، وجاء ذلك في تسجيل صوتي في يونيو الماضي، حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وذكر الكاتب أنه كما هو واضح، الخطوة الأولى في هذا الطريق هي حسم الوضع الأمني، من خلال القضاء على المقاومة في مخيّمات الضفّة، ومن ثمّ الانتقال إلى وضع جديد، يعتمد في مرحلةٍ أولى صيغةً شبيهةً بخطّة اليوم التالي، التي طرحها نتنياهو لإدارة قطاع غزّة، على أساس التقاسم الوظيفي.
وتعتبر حكومةُ نتنياهو أنّ الوقت مناسبٌ لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وتستغلّ عوامل عدّة، في مقدمتها حال الانقسام الفلسطيني الذي تتحمّل مسؤوليته السلطة الفلسطينية، التي تركت قسماً من شعبها يتعرّض لحرب إبادة في غزّة، ولم تتحرّك لتوحيد قوى الشعب الفلسطيني من أجل مواجهة التحدّي الكبير، الذي يُهدّد وجوده في أرضه.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=74960