فضيحة.. السلطة تفرج عن معتقلي الفلتان مقابل دعم العائلات لقائمة فتح في الانتخابات

فضيحة.. السلطة تفرج عن معتقلي الفلتان مقابل دعم العائلات لقائمة فتح في الانتخابات

الخليل – الشاهد| حالة من الخوف والقلق تضرب أوساط حركة فتح في عموم الضفة الغربية والخليل تحديداً مع قرب موعد التصويت في المرحلة الثانية للانتخابات المحلية (26 مارس الجاري) والتي تدخلها الحركة بحالة من التشظي إذ تنافس أكثر من قائمة للحركة على المجلس البلدي.

وتمثل بلدية الخليل أهمية كبيرة لحركة فتح لما تمثله المدينة من ثقل اقتصادي وجماهيري، وتسعى بكل قوتها للفوز بتلك الانتخابات أو على الأقل حصد نصف مقاعد المجلس البلدي، في ظل قناعتها من أن الخلافات الداخلية ومنافسة أكثر من قائمة للحركة سيشتت الأصوات وهو الأمر الذي سيصب في صالح القوائم المنافسة والتي تمتلك حظوظاً كبيرة بالفوز.

فشل الحركة في وقف تصاعد الخلافات الداخلية، دفعت برئيس جهاز المخابرات ماجد فرج للاجتماع 3 مرات خلال أيام قليلة مع العائلات الكبيرة في الخليل، وكذلك تنظيم فتح لحشد الدعم وضمان أصواتهم في الانتخابات.

فرج والذي قام بمصالحات شكلية بين حركة فتح وعدد من عائلات الخليل بسبب انتهاكات السلطة وأجهزتها وزعرنة حركة فتح تجاه تلك العائلات وأبنائها.

الإفراج عن المعتقلين

وقدم فرج رشوة انتخابية لتلك العائلات خلال زيارته الثالثة، وتمثلت في إفراج أجهزة السلطة عن عدد من أبناء تلك العائلات من سجون السلطة وإصدار عفو عن آخرين على الرغم من ارتكابهم جرائم خطيرة تتمثل في القتل وإثارة الفلتان.

وأكدت مصادر لـ"الشاهد" أن الليلة الماضية أفرجت أجهزة السلطة عن عدد كبير من أبناء عائلة الجعبري والعويوي والرجبي وغيرهم، وذلك بهدف ضمان ذهاب أصوات تلك العائلات لصالح حركة فتح.

المصادر أبدت تخوفها من أن تشهد الأيام المقبلة تصاعد الخلافات بين العائلات في ظل إطلاق سراح أولئك الأشخاص، وتساءلت: "أين القضاء مما يجري وكيف يتم الإفراج عنهم رغم ارتكابهم جرائم خطيرة وبدون قرار من المحكمة".

مصالحات فتحاوية شكلية

لم تقتصر جهود فرج عند العائلات، إذ حاول إجراء مصالحة بين قيادات فتح فيما بينها، والذين يرفضون عربدة وزعرنة أمين سر فتح في الخليل، وكان من أهم تلك الشخصيات القيادي في فتح هشام القواسمي أبو شاهر، والذي اتهم خرواط في وقت سابق بالتورط في الفساد المالي والأخلاقي.

هذا بالإضافة إلى حل الخلاف بين خرواط ورئيس قائمة فتح العقيد سفيان المحتسب، على خلفية كلمته أمام حفل اطلاق الحملة الانتخابية في الخليل، والتي انتهت بالاتفاق على عدم تواجد خرواط داخل أي من فعاليات وجولات القائمة حتى نهاية الدعاية الانتخابية.

وحاول فرج خلال اجتماعه مع عائلة القواسمي حل الخلاف الذي نشب بين وزير الحكم المحلي السابق خالد القواسمي وعائلته من جهة وخرواط من جهة أخرى، وذلك في محاولة لاستقطاب كوادر الحركة المؤيدين للقواسمي في منطقة حارة الشيخ التنظيمية.

فرج يوزع المناصب

الرشاوي الانتخابية من ماجد فرج لم تقف عند هذا الحد، بل حاول عقد اتفاق مبدئي مع رئيس قائمة خليل الرحمن الوطنية يحيى سمور النتشة يتم بموجبه التحالف مع كتلة فتح في حال حصلت قائمته على أي من المقاعد مقابل توليه منصب نائب رئيس البلدية لمدة عامين، باعتبار أن الأخير من كوادر المكتب الحركي للعاملين في بلدية الخليل.

كما وعد فرج بتعيين المهندس يوسف الجعبري أحد مرشحي كتلة فتح لانتخابات البلدية، وكيلاً لوزارة الحكم المحلي مقابل تنازله عن مقعده باعتباره نائب لرئيس البلدية وفق الاتفاق خلال تشكيل القائمة.

وفي رسالة تظهر رفض العائلات وأفرادها لرشاوي ماجد فرج، حاول "عماد أبو تركي (أبو اسنينة)" وفي مقطع صوتي وجهه لأفراد عائلته بالتجمع الساعة السادسة من مساء أمس في ديوان العائلة بالخليل بهدف حشد الدعم والتقاط الصور وإرسالها لفرج لإظهار أن عائلة أبو اسنينة تدعم قائمة الحركة.

وتشير اللهجة التي تحدث بها أبو تركي والذي تربطه علاقات قوية مع قيادات جهاز المخابرات وماجد فرج شخصياً، أن هناك رفض كبير داخل العائلة في إعطاء صوتها لقائمة فتح التي يرأسها المحتسب، في مقابل قائمة الوفاء للخليل والتي يرأسها سفيان المحتسب.

تسخير مقدرات السلطة

واجتمع فرج خلال زياراته الثلاث للخليل مع رئيس قائمة فتح اللواء سفيان المحتسب المدير المالي لجهاز المخابرات للاطلاع على الحملة الانتخابية.

ووضع "فرج" و"المحتسب" مقدرات جهاز المخابرات لدعم قائمة فتح في الانتخابات، مؤكدًا المصدر أن فوز المحتسب سيكون إنجازًا كبيرًا لـ "فرج" لتنفيذ أجندته وهيمنته على مفاصل الضفة.

وسخر "فرج" و"المحتسب" صفحة "الحدث" وهي تابعة للمخابرات لخدمة الدعاية الانتخابية لـ "المحتسب" ولقائمته "البناء والتحرير" والتي تحمل الرقم 6.

الخوف من القوائم المنافسة

وتأتي خشية فتح من الخسارة المحققة في الخليل في ظل تقدم ملحوظ لقائمة منافسة لها وهي القائمة التي تحمل اسم الوفاء للخليل ورقمها 4، ويقف على رأسها القيادي الفتحاوي تيسير أبو سنينة رئيس البلدية الحالي.

وجاءت زيارات فرج للخيل، بعد فشل جهود محمود الهباش لإقناع "تيسير أبو سنينة" لسحب ترشح قائمته قبل انتهاء مهلة انسحاب القوائم.

وحسب المصادر، فإن الهباش حاول مراتٍ عديدة بإقناع "أبو سنينة" لسحب قائمته، بتكليفٍ من جهاتٍ عليا بمهمة التفاوض مع "أبو سنينة" كون الأخير قد شغل عدة مناصب في وزارة الأوقاف آخرها مدير مديرية الأوقاف في الخليل.

وحاول "الهباش" إغراء "أبو سنينة" بوعودات من السلطة بمناصب رفيعة في حال انصاع لمطالب السلطة بالانسحاب.

إغلاق