سفارة السلطة في ماليزيا سيف على رقاب الفلسطينيين.. تضعهم أمام مصير مجهول

كوالالمبور- الشاهد| تحولت سفارات السلطة الفلسطينية إلى سيف مسلط على رقاب الفلسطيني حول العالم أينما حل وارتحل، فأضحت أبسط حقوقه مثار ابتزاز ومنع لا يمكن تبريره أو قبوله على الإطلاق.
هذه المرة الفضيحة من ماليزيا، إذ ترفض سفارة السلطة تجديد جوازات السفر للمواطنين الفلسطينيين المقيمين هناك، وهو ما يضع إقامتهم محل خطر كبير ويجعلهم أمام صعوبات جمة تتعلق بمعيشتهم ومصالحهم اليومية.
موقع utusan الماليزي نشر تقريرا يكشف فيه عن امتناع سفارة السلطة الفلسطينية عن تجديد جوازات السفر لعشرات الفلسطينيين من بينهم أرباب عوائل وطلبة وأصحاب مصالح ووظائف وغيرها.
ووفق الموقع، فإن سفارة السلطة لا تعطي سببًا حقيقيًا ومقنعًا لامتناعها عن تجديد جوازات السفر للفلسطينيين، وبعضهم انتهت مدة صلاحية جوازاتهم بالفعل وفقدوا وظائفهم ويواجهون صعوبات كثيرة في التحرك داخل ماليزيا.
ورغم المناشدات واللقاءات التي عقدتها شخصيات فلسطينية ووسطاء مع مسؤولي السفارة، والمقابلات الشخصية لبعض الممنوعين من التجديد، إلا أن الشكوى لا تزال مستمرة دون أي حلول في الأفق.
ولا تقتصر أضرار الامتناع عن تجديد السفر على حرية الحركة، بل تستتبعها إشكالات كبيرة تتعلق برفض إصدار وثائق مهمة أخرى معتمدة مثل شهادات الميلاد والرسائل العائلية وإثبات الجنسية الفلسطينية للطلاب وغيرهم.
ووفق شكاوى تقدم بها عدد من الفلسطينيين المتضررين من سلوك السفارة، فإنهم ينتظرون منذ أكثر من عام لتجديد جوازات سفرهم، ولا تزال العملية معلقة دون أي سبب واضح.
الموقع الإخباري الماليزي أورد شهادة لأحد الممنوعين من تجديد جواز السفر وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة القدس ماليزيا شريف أبو شمالة، الذي يقول إن هذه القضية تزيد من العبء على الشعب الفلسطيني.
ويشير ابو شمالة إلى أن هذه القضية تركت آثارًا سلبية للغاية على الموجودين في الغربة، الذين يضطرون إلى الاعتماد على وثائق السفر هذه لتلبية الاحتياجات اليومية، وكذلك التحركات الدولية.
ويلفت إلى أن عدم تجديد جواز السفر يؤثر على جميع مسائل الوثائق الأخرى، بما بذلك تصاريح العمل ومسائل الدراسة للطلاب وغيرها الكثير.
ويوضح ابو شمالة أنهم باتوا كالمهاجرين غير الشرعيين، وهم حاليًا محاصرون لا يستطيعون فعل أي شيء، حيث لا يمكنهم العودة إلى فلسطين، ولا يمكنهم الخروج من ماليزيا أيضا.
وينوه إلى أن عدم تجديد جواز السفر تسبب كذلك في صعوبات لعائلاتهم في غزة، وفق ما أبلغه به المبعوث الماليزي.
ويذكر أبو شمالة أن الاجتماع مع السفارة الفلسطينية لا يزال غير قادر على حل هذه المشكلة، موضحا أن القائمين على السفارة يقدمون أسبابا مختلفة كل مرة يتم سؤالهم عن سبب عدم تجديد جوازات السفر.
ويوضح أنه اتصل بالسفارة للتحقق من حالة جواز السفر، وأخبروه بأنه لا يزال قيد التنفيذ، مضيفا:” لقد انتظرت لمدة شهر وشهرين وكل مرة أسأل يعطوني نفس الإجابة”.
ويعرب أبو شمالة عن أمله بحل هذه المشكلة قريبًا نظرًا لحساسيتها وأضرارها الكبيرة على عدد لا بأس به من المغتربين داخل ماليزيا باعتبار جواز السفر حقًا طبيعيًا لاي مواطن فلسطيني وفق ما كفله القانون.
كما يورد الموقع شهادة لمتضرري آخر ممن تمتنع السفارة عن تجدي جوازات سفرهم، ويقول إبراهيم عاطف عدوان (41عاما)، إن هذا الوضع سيؤدي إلى تعرض عديد الفلسطينيين الذين لا يجددون جوازات سفرهم لخطر فقدان إقامتهم.
ويشير عدوان إلى أن هذه الإشكالية تسببت أيضًا في عدم قدرتهم على الوصول إلى الخدمات للحصول على وظيفة ومواصلة دراستهم.
ويوضح أن تعثر عملية التجديد مستمرة دون أي معلومات واضحة من السفارة، مما تسبب بتعليق اعتماد وضع تأشيرته ووضعه القانوني في ماليزيا.
وأعرب عن أمله بحل هذه المشكلة لمساعدتنا على عيش حياة أكثر استقرارا وضمان عدم تجاهل حقوقنا كشعب فلسطيني.
ويبين عدوان أنه تقدم بطلب تجديد جواز سفره منذ فبراير 2023، إلا أنه لم يتلق أي ردود بعد رغم أنه قام بالمتابعة مرارا وتكرارا.
وينوه أنه تقدم مرة أخرى، ولكن في كل مرة يتحقق فيها من الحالة، يقال له إنه لا يزال قيد التنفيذ، معرباً عن تخوفه مما يحدث.
ويقول: “هذا الأمر لا يؤثر هذا الوضع على حسن سير حياتي في ماليزيا فحسب، بل يقلقني أيضا بشأن سلامة ورفاهية عائلتي في غزة”.
ويؤكد أن لكل فرد الحق في التمتع بالحرية والوصول إلى الوثائق المشروعة، لأنها أساس حياة المغترب في أي بلد حول العالم.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=78324





