أجهزة السلطة تستعرض في طوباس.. “انتفاشة طاووس” أمام الشعب ودفن للرأس أمام المحتل

أجهزة السلطة تستعرض في طوباس.. “انتفاشة طاووس” أمام الشعب ودفن للرأس أمام المحتل

طوباس – الشاهد| استعرضت أجهزة السلطة الفلسطينية قواتها في طوباس شمال الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة، في مشهد يوحي بأنه “فرد عضلات” أمام الشعب والمقاومين.

الاستعراض الذي جاء من خلال تسيير عشرات الآليات العسكرية في شوارع المدينة، جاء في ظل الحملة الأمنية المسعورة بتفكيك العبوات الناسفة التي يزرعها المقاومون في طريق دوريات الاحتلال، وكذلك حملات الملاحقة والاعتقال للمقاومين.

السلطة التي تسعى جاهدةً وبالتعاون مع المحتل لوأد العمل المقاوم في المدينة، تدفن رأسها كـ”النعامة” مع دخول قوات جيش الاحتلال المدينة وملاحقتها وقتلها للمقاومين والمواطنين، ناهيك عن عقم بنادقها عن الانتقام لعناصرها التي يتم قتلهم بدم بارد من قبل جيش الاحتلال.

ومثلت حادثة استشهاد أحد عناصر الضابطة الجمركية قبل عدة أيام من قبل جيش الاحتلال أمام مقر الضابطة الجمركية في المدينة، لتمثل دليلاً جديداً على حالة الذل التي تعيشها تلك الأجهزة، والتي لم تجرؤ على الدفاع عن عناصر أو الانتقام لهم.

ضربة قاتلة

ورغم الحملات الأمنية المسعورة من قبل جيش الاحتلال والسلطة الفلسطينية إلا أن المقاومة لا تزال توجه ضرباتها القاسية لجيش الاحتلال ومستوطنيه.

وجاءت عملية “أرئيل” البطولية لتثبت لتلك الأجهزة ولجيش الاحتلال أن كل الملاحقة لن تثني المقاومين عن التخطيط والضرب بقوة للأهداف التي يقومون برصدها.

السلطة والتي حاولت تعميم تجربة نابلس لمناطق أخرى بالعمل الحثيث على القضاء على المقاومة، بعد أن أخذت الضوء الأخضر من الاحتلال، تلقت الصفعة بعد تلك العملية.

فقد قال رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية إن إدارته تسعى لتعميم “نموذج نابلس” لمناطق أخرى في الضفة الغربية، عبر منح السلطة الفلسطينية امتيازات للقضاء على المقاومة.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت أن إدارته تتعاون مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية وشخصيات عامة واقتصادية في المدينة لخلق واقع أمني جديد بعد “عرين الأسود”، في إشارة إلى مجموعة من المقاومة الفلسطينية عملت في نابلس.

وأوضح: “عززنا سلطة محافظ نابلس ورؤساء مجالس القرى وغيره من المسؤولين عبر منحهم صلاحيات أكثر، مثل التصاريح والطلبات الخاصة وبطاقات “في آي بي”.

وأكد أن جيش الاحتلال يمنح صلاحيات تمكّن مسؤولين فلسطينيين من “فرض الأمن من دون المس بحرية عمل جيشنا” في نابلس ومخيم بلاطة.

وتابع أن أجهزة أمن السلطة تسهم في “تحسين الأمن بالضفة، وعندما نواجه أحداثا كبيرة كحملة اعتقالات أو دخول المستوطنين لمناطق “أ” أتوجه للأجهزة الأمنية لتأمين دوائر حماية، ونراهم في الميدان”.

التسهيلات مقابل التنسيق الأمني

يأتي ذلك في ظل مطالبة مسؤولين في جيش الاحتلال حكومتهم بالعمل على تقديم تسهيلات اقتصادية ومالية للسلطة الفلسطينية بهدف الحفاظ على التنسيق الأمني منعاً لتفجر جبهة الضفة الغربية.

واعتبر مسؤول في جيش الاحتلال أن تعزيز التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية يخفف من الأعباء العسكرية على الجيش في ظل تفجر الجبهات الأخرى وتحديداً الشمالية والجنوبية.

وشدد على أن الأصوات التي تنادي بالقضاء على السلطة لا تعي حجم الخطر الذي يمكن أن يحدث، لا سيما تحمل المسؤولية الأمنية والمدنية عن ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

استكلاب أجهزة السلطة

وفي ذات السياق، قال مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية إن السلطة الفلسطينية تبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على منع تفجر الوضع في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضح المركز ومقره العاصمة البريطانية لندن في ورقة بحثية أن السلطة تستمر في التنسيق الأمني مع “إسرائيل”، رغم الانتقادات الداخلية لهذا التعاون.

وذكر أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل على تعزيز حضورها في المناطق الحساسة وتكثيف عمليات المراقبة لضبط أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد المواجهات.

وأوضح أن السلطة الفلسطينية تواجه عديد من التحديات التي تعيق تحقيق الاستقرار الشامل في الضفة الغربية أبرزها راجع الدعم المالي الدولي، إذ أصبحت الدول المانحة أقل استعداداً لتقديم المساعدات، لأسباب سياسية واقتصادية.

وأكد المركز أن “التنسيق الأمني مع إسرائيل يواجه انتقادات شديدة من مختلف فئات المجتمع الفلسطيني، مما يزيد من الضغط على السلطة لوقفه”.

إغلاق