في طولكرم.. 300 حافظ يزهرون في أرض القمع

طولكرم – الشاهد| ضمن فعالية لم تعهد من قبل، شارك 300 حافظ وحافظة للقرآن الكريم من مدينة طولكرم شمالي الغربية المحتلة في سرد للمصحف، رغم حملات القمع التي تنفذها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية للمساجد.
واستنساخًا من تجربة قطاع غزة شرع الحافظون بسرد كتاب الله الكريم غيبًا عقب صلاة الفجر في مسجد الروضة، على مدار نحو 12 ساعة متواصلة.
مشروع نخبة الحفاظ الذي أطلق عليه اسم “فوج الشهداء” يقوم على سرد المشاركين القرآن الكريم في جلسة واحدة لتثبيت حفظهم وتشجيع غيرهم.
المشروع القرآني يوصف بأنه الأكبر على مستوى طولكرم والأضخم في الضفة الغربية وتحد واضح لآلة قمع السلطة ومحاولات إجهاض المد الإسلامي.
احتفاء وفرحة كبيرتين عمتا أوساط الشارع في طولكرم الذي لطالما حلم وعمل وسعى إلى رؤية هذه المشاهد الإيمانية بفعل التغييب القهري.
المساجد مسرح قمع
أجهزة أمن السلطة وعلى مدار سنوات طوال دشنت حربا مفتوحة على مساجد الضفة الغربية، حتى باتت مسرحاً للانتهاكات والتجاوزات القانونية والإنسانية.
وتستخدم في سبيل تغييب وإزاحة من يحاولون استنهاض الضفة الغربية دينيا بتلفيق 3 تهم هي “إثارة الفتنة، التحريض، قدح مقامات عليا”.
وتلجأ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة للسلطة الفلسطينية لها في سبيل تشديد الخناق وفرض العقوبات وفتح باب إقصاء الخطباء وأئمة المساجد الذين يغردون خارج سرب السلطة.
حالات العقوبات والإقصاء، وفيظ أحيان كثيرةٍ الإبعاد، مر بها العشرات من الأئمة والخطباء، حتى باتت عديد المساجد لا يتوافر فيها خطيب، وتبحث مساجد أخرى بشق الأنفس عن إمام؛ ما فجّر موجات غضب فلسطينية كبيرة، وحرّك المؤسسات الحقوقية والإنسانية والفصائل في وجه السلطة، لانتقاد سياسة العقاب وتشديد الخناق ضد المساجد.
وتحدد وزارة الأوقاف مواضيع خُطب الجُمع، وتصدر تعميماً مكتوباً لجميع خطباء المساجد قبل يوم الخطبة، تحدد فيه عنوان “خطبة الجمعة”، ومحاورها وحتى الآيات القرآنية التي يستشهد بها الخطيب.
ويتعرض كل من يخالف التعميم ويتطرق إلى مواضيع سياسية أو أخرى تنتقد السلطة أو نهج محمود عباس وخطواته الداخلية أو الخارجية، أو حتى دور مؤسسات السلطة، يبلغ فورا بمنعه من اعتلاء المنابر، وإخضاعه لعقوبات تصل للوقف عن الخطابة مدى الحياة أو الاقتطاع من راتبه.
مراقبة أجهزة أمن السلطة مساجد الضفة ووضعها تحت مقص الرقابة الحازم، وفرض المعايير المشددة على الخطباء لالتزام مواضيع الأوقاف، ومعاقبة كل من يخرج عن السياسة التي ترسمها، شهدت جميعها تطورًا ملحوظاً ومتصاعدا، حتى باتت بعض المساجد لا تجد خطباء للصعود على منابرها أو أئمة للصلاة، بسبب العقوبات وقرارات الإيقاف والإبعاد، والقلق والإرباك اللذين أدخلتهما مؤسسات السلطة الأمنية في شوارع الضفة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=79303





