حماية وطن.. حينما تتجند السلطة لخدمة أمن الاحتلال ومستوطنيه بسفك الدم الفلسطيني

جنين – الشاهد| جاء عدوان أجهزة أمن السلطة على جنين لكي يثبت مجدداً ولاء تلك الأجهزة للاحتلال، لكن الجديد هذه المرة هو إطلاق اسم مضلل على الحملة ضد جنين وهو ” حماية وطن”.
ولولا أن الذي يراق في جنين هو الدم الفلسطيني على يد أجهزة أمن السلطة، أظن الجميع أن جيش الاحتلال هو الذي يقوم بهذه الحملة، فكل مخرجاتها تصب في صالح الاحتلال وأمن مستوطنيه.
ومنذ بدء العدوان على جنين، تمارس أجهزة السلطة كل انواع الموبقات السياسية والوطنية، فقتلت الاطفال والمقاومين واعتدت على النساء وأمهات الشهداء واقتحمت منازل المواطنين، وكل هذه الممارسات هي نسخة مكررة مما يفعله الاحتلال.
كما أن حملة حماية وطن ستؤدي حتما إلى نتائج بعكس معنى مفرداتها، فهي لن تحمي الوطن بل تهدده وتجعله فريسة سهلة للاحتلال، كما أن الوطن قد يشهد احترابا أهلياً لالتقاء البنادق في وجه بعضها البعض.
وما من شك بأن هذا الخداع الذي تحاول السلطة ترويجه سيدفع بها إلى حافة التصادم الداخلي، وهو أمر لطالما حذرت منه الفصائل والفعاليات الوطنية، لكن دون جدوى ودون أن تراجع السلطة مواقفها.
ولكي تزيد السلطة طين المصائب الوطنية التي اقترفتها بلة، زعمت أن حملتها الأمنية موجهة ضد الفلتان الأمني والخارجين عن القانون، بينما لم تقبض على مجرد شخص واحد متورط في الجرائم التي تهدد أمن المجتمع والمخدرات أو التزوير مثلاً.
كما أن وصف المقاومين بأنهم خارجون عن القانون يدين السلطة ومن خلفها حركة فتح قبل أي جهة أخرى، فتاريخ الحركة الذي يحفل بالعمل المقاوم من المخيمات أصبح رمادا تذروه رياح الفلتان والزعرنة بحسب ما تراه السلطة المدجنة والنسخرة لحماية أمن الاحتلال.
وفي الجانب المقابل من الصورة، تكاد أجهزة السلطة تلبس طاقية الإخفاء عند اي نشاط أو عدوان للاحتلال، رغم أن الاحتلال لا يقيم وزناً لجهد السلطة في تولى مهمة كلب الحراسة له.
وقتل الاحتلال في وقت سابق عدداً لا بأس به من أفراد أمن السلطة وبعضهم داخل المقرات، ولم تخرج رصاصة واحدة من بنادق تلك الأجهزة لرد العدوان والانتقام للشهداء والضحايا.
لكن أجهزة تخرج بالمصفحات والقناصة والعساكر المدججون بالسلاح إذا ما تعلق الأمر بمخيم بسيط، يحمل بعض لاجئيه سلاحاً خفيفا للدفاع عن أنفسهم في وجه الاحتلال، فتراه السلطة تهديدا لا بد من إزالته.
وتشن أجهزة أمن السلطة عدواناً على جنين ومخيمها منذ عدة أيام، أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عشرات آخرين برصاص أجهزة السلطة.
وتنتشر أعداد كبيرة من أجهزة السلطة في محيط مخيم جنين وبعض مناطق المدينة، وشوهد قناصة أجهزة أمن السلطة وهم يعتلون عمارات سكنية ومنازل مرتفعة محيطة بمخيم جنين لاستهداف عناصر المقاومة.
ويعيش سكان مدينة جنين ومخيمها أجواء من الرعب نتيجة تغول أجهزة السلطة على المواطنين واختطاف مقاومين يتبعون لكتيبة جنين.
وتصاعدت انتهاكات السلطة مع اندلاع الحرب العدوانية على قطاع غزة، حيث استعرت نارها بهدف إجهاض اي محاولة لاستنهاض المقاومة بالضفة، كي لا تشكل هذه الحالات إسنادا لقطاع غزة.
واستهدفت أجهزة السلطة بالاعتقال والقتل عناصر المقاومة من الكتائب المسلحة بالضفة، وآخرهم ما حدث في جنين باختطاف عدد منهم وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، مما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة بين السلطة والمقاومين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=79837





