السلطة وجنين.. تاريخ من التآمر والعداء للمخيم الذي هزم الاحتلال

جنين – الشاهد| لم يكن عدوان أجهزة أمن السلطة ضد مخيم جنين سوى تتويج لجهد كبير قامت به السلطة لقتل رمزية المخيم لدى سكانه، استكمالاً لهدف الاحتلال الذي لم يتحقق منذ الاجتياح الكبير في العام 2002.
وخلال السنوات السابقة، لم تظهر أجهزة السلطة واسعاً في استهداف المخيم ومقاوميه، عبر الملاحقة والاعتقال للمقاومين، والتهميش والحرمان من الخدمات والمشاريع للسكان.
وفي كل مرة كان الاحتلال يجتاح المخيم، كانت السلطة تعمل كوحدة خلفية تسانده، عبر تهيئة المجال له من خلال تفكيك العبوات الناسفة التي يزرعها المقاومون للتصدي للاحتلال، ووأد محاولات إطلاق بعض الصواريخ البسيطة من جنين تجاه المستوطنات القريبة.
كما جرفت أجهزة السلطة مقومات للعمل الوطني في جنين، عبر ملاحقة الطلبة والنشطاء والتضييق عليهم واعتقالهم، وتحجيم العمل الطلابي والنقابي في المؤسسات والجامعات القريبة من جنين كالجامعة العربية الأمريكية.
وزيادة على ذلك، تآمرت السلطة على المخيم بتهميشه وتجاهل احتياجاتهم من مشاريع التنمية، فلم يشهد المخيم أي تطور عمراني أو تنموي، وساعد في ذلك تقاعس وكالة الأونروا عن القيام بدورها.
ولم تسلم جنازات الشهداء ومهرجانات استقبال الأسرى من التضييق والاعتداء، فكسرت أجهزة السلطة هيبة الموت بالتهجم في أكثر من مناسبة على بيوت عزاء الشهداء، كما سرقت الفرحة للاعتداء على مهرجانات تكريم الاسرى المحررين.
أما على صعيد استهداف الحاضنة المجتمعية للمقاومة في جنين، فلم تقصر السلطة في محاولة تقويض هذه الحاضنة، فاعتقلت ولاحقت أهالي الشهداء، وبعضهم ممن ينتمون لحركة فتح كما حدث مع عائلة حازم.
هذا السلوك المرفوض وطنياً وأخلاقيا جعل من أجهزة السلطة فئة منبوذة، وهو ما تجلى في تعاطف سكان مع المقاومين، وخروجهم في كل يوم للتنديد بجرائم السلطة ودعما لمسيرة المقاومة والنضال.
وتشن أجهزة أمن السلطة عدواناً على جنين ومخيمها منذ عدة أيام، أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عشرات آخرين برصاص أجهزة السلطة.
تنتشر أعداد كبيرة من أجهزة السلطة في محيط مخيم جنين وبعض مناطق المدينة، وشوهد قناصة أجهزة أمن السلطة وهم يعتلون عمارات سكنية ومنازل مرتفعة محيطة بمخيم جنين لاستهداف عناصر المقاومة.
ويعيش سكان مدينة جنين ومخيمها أجواء من الرعب نتيجة تغول أجهزة السلطة على المواطنين واختطاف مقاومين يتبعون لكتيبة جنين.
وتصاعدت انتهاكات السلطة مع اندلاع الحرب العدوانية على قطاع غزة، حيث استعرت نارها بهدف إجهاض اي محاولة لاستنهاض المقاومة بالضفة، كي لا تشكل هذه الحالات إسنادا لقطاع غزة.
واستهدفت أجهزة السلطة بالاعتقال والقتل عناصر المقاومة من الكتائب المسلحة بالضفة، وآخرهم ما حدث في جنين باختطاف عدد منهم وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، مما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة بين السلطة والمقاومين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=80093





