“الفساد ينخرها”.. كاتب: السلطة تنفذ “تمهيدًا مدفعيًا” قبل هجمات “إسرائيل” بالضفة

“الفساد ينخرها”.. كاتب: السلطة تنفذ “تمهيدًا مدفعيًا” قبل هجمات “إسرائيل” بالضفة

رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد عويدات إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية سبقت تقدم الجيش الإسرائيلي لبدء حربه العدوانية على الضفة الغربية المحتلة بـ”تمهيد مدفعي”.

وأوضح عويدات في مقال أن الأغرب هو الصمت المدوّي ليس للسلطة فحسب، بل للعالم كله عما يجري من تدميرٍ ممنهجٍ للشاهد على نكبة عام 1948ورمز قضية اللاجئين وحق العودة مخيمات طولكرم وجنين ونابلس والخليل، وتهجير نحو 90٪ من السكان هناك بدعوى تفكيك خلايا المقاومة وتدمير قدراتها القتالية.

وذكر أن المشهد بات يشبه إلى حد كبير مشاهد الدمار في غزة والاقتحام والاعتقال والتنكيل بالأهالي وقتل المدنيين بدم بارد.

وأكد أن عملية التهجير تطهير عرقي وجريمة حرب تضع السلطة الفلسطينية أمام مسؤولياتها ليس بالتحرك السياسي والدبلوماسي فحسب، بل بالكف عن صمتها وتنسيقها الأمني والعسكري مع الاحتلال، ووضعها أمام استحقاق حماية شعبنا من مجازر الإبادة الجماعية وحصار التجويع والتعطيش.

وأشار عويدات إلى أن هذا الوضع الكارثي في الضفة يستدعي من السلطة تعزيز صمود أهلنا، خاصة أسر الشهداء والأسرى والجرحى، بدلا من قطع رواتبهم ومخصصاتهم وحجب تكاليف العلاج عن معظم الجرحى بذريعة عدم توفر السيولة النقدية والأموال الكافية.

وقال: “وكأن السلطة بذلك تتذرع بعدم قدرتها على توفير المال من مصادر أخرى، أو من حساب ميزانيات الوزارات الأخرى التي تشهد فسادا واضحا، وإذا كان الهدف ترشيد الاستهلاك فيجب ألا يكون على حساب هذه الفئة التي دفعت من ثمن حياة أبنائها وزهرة شبابهم”.

ونبه إلى أنه لعله من المفيد هنا التذكير بأن إجراءات السلطة اتُخذت ضد أسر الشهداء والأسرى والجرحى في غزة، منذ أكثر من عام.

وشدد الكاتب على أن هذا السلوك اللاوطني، وهذا القرار الذي أصدره رئيس السلطة محمود عباس لا يصب إلا في خدمة الاحتلال؛ الذي يسعى دائما إلى إطفاء جذوة المقاومة ومطاردة المقاومين والانتقام من أسرهم ومن حاضنتهم الشعبية.

ونوه إلى أن يجري الآن في مخيمات جنين وطولكرم ونابلس والخليل وبلدات هذه المدن إلا تأكيد على هذه الحقيقة، وكأنه العقاب “لجريمة مقاومة الاحتلال” بدلا من تكريم من دفعوا دمهم وحياة أبنائهم ومستقبلهم للدفاع عن شعبهم وقضيتهم.

وتساءل عويدات: “ألا يستدعي كل ما يجري من تطورات خطيرة في الضفة الغربية تحديدًا؛ تحركا من السلطة والكف عن عمليات التمهيد الأمنية للقوات الإسرائيلية والانخراط مع فصائل المقاومة؛ لإنقاذ المشروع الوطني ومواجهة خطط التهجير والتطهير العرقي وحماية شعبنا الفلسطيني؟.

وبين أن ما صدر من بيانات عن الهيئات والشخصيات والقوى، والفصائل الوطنية من شجبٍ واستنكارٍ لهذا القرار، يؤكد خطورته على صمود أهلنا في مواجهة آلة الحرب العدوانية، وحق أُسر المناضلين بما خصصته لهم منظمة التحرير، ولا يحق لفرد أو سلطة إلغاؤه إلا بالعودة إلى هذه المؤسسات.

وأكمل: “ألا يستدعي كل ما يجري من تطورات خطيرة في الضفة الغربية تحديدا؛ تحركا من جانب السلطة والكف عن عمليات التمهيد الأمنية للقوات الإسرائيلية والانخراط مع فصائل المقاومة؛ لإنقاذ المشروع الوطني ومواجهة خطط التهجير والتطهير العرقي وحماية شعبنا الفلسطيني؟”.

وختم عويدات: “إن تحطيم مطرقة الاحتلال لا يتم إلا بتشكيل جبهة عريضة من فصائل المقاومة والقوى والهيئات الشعبية، وبتحوّل سندان السلطة إلى مطرقةٍ مقاومةٍ تقضُّ مضاجع ورؤوس المحتلين الطامعين بأرضنا وحق شعبنا الفلسطيني”.

إغلاق