كيف أنتجت النخبة العسكرية الإسرائيلية من حسين الشيخ “نسخة عباس”؟

رام الله – الشاهد| كشف موقع عبري تفاصيل صادمة عن القيادي في حركة فتح حسين الشيخ وكيف زرعته النخبة العسكرية الإسرائيلية في سلم السلطة الفلسطينية ليصبح خليفة محتمل للرئيس محمود عباس لضمان إبقاء ذات نهج التسوية والتنسيق الأمني.
وقال الكاتب الإسرائيلي مناحيم كلاين بموقع “سيحا ماكوميت” إن حسين الشيخ الذي حكم بالسجن 11 عامًا بتهمة الانتماء لخلية لحركة فتح وفرج عنه بعد عامين فقط واعترف شخصيًا لصحيفة “فورين بوليسي” بأنه لم يشارك بأي أعمال مقاومة.
ونقل عن جهات مسؤولة في جيش الاحتلال إن الملف القضائي للشيخ قد فُقد.
وأورد الكاتب تصريحاً للضابط السابق في جهاز الشاباك شالوم بن حنان، قال فيه إن الشيخ “لم يكن مقاتلًا ولا قائدًا ميدانيًا”، بل كان ينشغل بـ”الهراء”– أي بالدعاية.
وذكر الكاتب أنه خلال الانتفاضة الثانية كان الشيخ من أبرز قادة “التنظيم” الذراع الميداني لحركة فتح الذي تشكّل من الجيل الشاب داخل فتح، بمواجهة الحرس القديم القادم من تونس بعد اتفاق أوسلو عام 1994، إذ كانت منافسة شديدة بين الأجيال على المواقع السياسية والنفوذ.
وأوضح المقال أنه بعد انتهاء الانتفاضة الثانية، وانتخاب عباس رئيسًا عام 2005، غيّر الشيخ اتجاه. وفي عام 2007، تولى وزارة الشؤون المدنية بعد أن أخلاها قريبه جميل الطريفي.
ومن خلال هذا المنصب، تولى الشيخ صلاحية إصدار تصاريح المرور للأفراد والبضائع من وإلى الداخل، وأشرف على الأموال المحولة من “إسرائيل” مقابل الضرائب وأجور العمال. وبهذا، أصبح يتحكم في شريان الحياة اليومية لسكان الضفة الغربية. وكما سلفه، ارتبط اسمه باتهامات فساد مالي واعتداءات جنسية.
وكان تقسيم العمل داخل السلطة واضحًا: حسين الشيخ يدير الشأن المدني، فيما ركز عباس وصائب عريقات على المسار السياسي.
وبين أن الشيخ التصق تمامًا بعباس، وحرص على إعلان ولائه له باستمرار ما أفاده الالتصاق في السنوات الأخيرة التي أصبح فيها أبو مازن معزولًا في قمة السلطة. فقد خسر أبو مازن تأييد الشارع، وبدأت قيادات في حركة فتح بانتقاده.
ورد عباس بإقصاء هؤلاء المعارضين من مناصبهم ومن الحركة، بينهم محمد دحلان وناصر القدوة. فيما همش آخرين كجبريل الرجوب بعدما أطلقوا انتقادات خفيفة.
ووفق المقال، بعد وفاة صائب عريقات عام 2022، منح عباس حسين الشيخ موقعين مهمين كانا بحوزة عريقات: مسؤول الملف السياسي (الذي بقي مجمّدًا فعليًا)، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وبدفع من عباس و”إسرائيل”، خضع الشيخ لمسار “تأهيل دبلوماسي” التقى خلاله كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، الذين وصفوه بأنه “براغماتي ومعتدل”.
ووصم مسؤول أمني إسرائيلي سابق في مقابلة مع فورين بوليسي الشيخ بأنه “رجلنا في رام الله”.
وأضاف الكاتب “بينما يجسد مروان البرغوثي نموذج النضال الوطني ضد الاحتلال، بنى حسين الشيخ مكانته باعتباره “نسخة عباس”.
النخبة الإسرائيلية السابقة، ذات الخلفية العسكرية– تلك التي وقفت خلف اتفاق أوسلو – رعت كلًا من عباس والشيخ. وبهذه الرعاية، مارسا نوعًا من “العسكرة الداخلية” ضد مجتمعهما الفلسطيني، مما مكن “إسرائيل” من تعزيز سيطرتها.
وذكر أن السلطة الفلسطينية تحولت إلى ذراع فاسد يكرس الاستعمار الإسرائيلي، وهو ما تطور لاحقًا إلى ضمّ فعلي ونظام فصل عنصري”.
السلطة الفلسطينية تأسست في القرن الماضي على أمل أن يفرض النظام الدولي استقلال الدولة الفلسطينية على “إسرائيل”، وفق الكاتب الإسرائيلي مناحيم كلاين، لكن في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تغيّر هذا النظام العالمي.
وقال إن النخبة الإسرائيلية الجديدة، المتمثلة بالتفوق اليهودي، تسعى – مستغلة الواقع العالمي الجديد – إلى تقليص دور “الوكيل الفلسطيني” واستبداله بسيطرة مباشرة. هذا ما يفعله بتسلئيل سموتريتش بوضوح من خلال موقعه في وزارة الحرب، ويمارسه الجيش بغزة. ففي ظل نظام تفوق يهودي، لا مكان حتى لوجود شكلي لهوية فلسطينية. بل يجب أن تُهزم، أو تُباد، أو تُجبر على التهجير”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87903





