لماذا لا توزع السلطة أجهزتها الأمنية بلباس مدني لحماية قرى الضفة؟
رام الله – الشاهد| حذر منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار جمال جمعة من استمرار وضع بعض الفصائل في منظمة التحرير بيضها في سلة السلطة الفلسطينية وحدها، كونها اليوم تعيش في حالة انتظار وصمت غير مبررة.
وقال جمعة في تصريح إن الاستمرار في المراوحة دون الاشتراك في فعل نضالي خطير، مؤكدًا أن “ما دون ذلك، ستدفع ثمنه الفصائل نفسها،
وأضاف: “لدينا قوى قادرة على الفعل إذا امتلكت القرار، ويجب أن تدرك أن الشرعية السياسية تُكتسب من الميدان، لا من المكاتب ولا من الشعارات”.
وبين أن المرحلة الراهنة تمثل لحظة فاصلة بالغة الخطورة، محذرًا من أن الواقع في القرى الفلسطينية يقترب تدريجيًا من سيناريو النكبة عام 1948، بفعل هجمات المستوطنيت المنظّمة.
ووفق جمعة، فإن هناك تغيرًا لافتًا في سلوك المستوطنين منذ ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب السابقة عام 2017، إذ تصاعدت الهجمات واتخذت منحى أكثر تنظيمًا بعد عام 2021.
وبين أن الجماعات الاستيطانية انتقلت من الاعتداءات الفردية إلى تنفيذ خطة ممنهجة بدعم مباشر من حكومة الاحتلال التي تتولى تمويلها وتسليحها.
وذكر أن المستوطنين باتوا يتمتعون بصلاحيات ميدانية غير مسبوقة، إذ ينفذون اعتقالات، ويصادرون المركبات، ويطلقون النار، ويقتلون، ما يمثل تصعيدًا خطيرًا في أدوات تهجير السكان الفلسطينيين. معتبرًا أن ما جرى في كفر مالك يُعد مثالًا على حجم الخطر.
وقال جمعة: “لن يكون مفاجئًا إذا دخل المستوطنون إلى قرية وارتكبوا مجزرة فيها، فهذا واضح من خلال تصاعد الهجمات”.
وتساءل عن من المسؤول عن حماية الشعب الفلسطيني؟، مستحضرا تجربة المسيرات الشعبية التي انطلقت منذ عام 2022 ضد جدار الفصل، مؤكدًا أنها نجحت جزئيًا في تأجيل بعض المشاريع، لكنها باتت أكثر تعقيدًا مع التهديدات المستمرة التي تستهدف النشطاء، مما يجعل من بقائهم في الميدان محفوفًا بالخطر.
ورغم ذلك، أكد جمعة أن هذا الواقع لا يجب أن يقود إلى التراجع، بل يستوجب إعادة توجيه العمل الشعبي نحو المناطق الأكثر استهدافًا، مثل مسافر يطا، الأغوار، والمواقع الواقعة بين رام الله ونابلس.
واعتبر أن مواجهة هذه المخططات تتطلب شكلًا من “الحماية الشعبية الداخلية”، تقوم على أمرين رئيسيين: تحديد الجهة المسؤولة عن حماية الناس، ووضوح من يتولى هذا الدور فعليًا.
ويضيف أن “اللجان الشعبية تقوم بدور مساند لدعم الأهالي، لكن حجم المشروع الاستيطاني يتطلب برنامج حماية حقيقي من قيادة السلطة الفلسطينية”.
وطرح جمعة مقترحات ميدانية قابلة للتنفيذ، قائلًا: “يمكن للأجهزة الأمنية الفلسطينية أن تُوزع على القرى المستهدفة، بلباس مدني، ويكفي أن يتواجدوا مع الناس في مواقعهم”.
ونبه إلى أن المطلوب ليس حمل السلاح، بل الحضور الرمزي والمعنوي، مشددًا على أن “الناس ستحتضنهم إن شعروا بصدق الانتماء، فالمسألة ليست مجرد استعراضات”.
ودعا إلى تحرك سياسي فعّال على المستوى الدولي، لافتًا إلى أن “الواقع العربي والدولي اليوم أكثر تقبّلًا للضغط على إسرائيل، ويمكن تشكيل حلف داعم من أمريكا اللاتينية وأفريقيا، في ظل التحولات الجارية عالميًا”.
ويضيف: “لدينا إمكانيات حقيقية، لو توفرت قيادة حكيمة تعمل بجدية دوليا ضمن هذا الملف”، مشددًا على أن القوة تكمن في الحضور الفعلي، لا في الخطابات فقط.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90296